كتبه لموقع “آي إف إل ساينس”: ألفريدو كاربينيتي
منشور بتاريخ: 29\6\2018
ترجمة: ورد عرابي
تدقيق ومراجعة: نعمان البياتي
تصميم: مينا خالد
ما نزال نعمل على كيفية تحديد البيانات التي تجعل من كوكبٍ ما “كوكباً قابلاً للإيواء”، ومن أجل هذا، فإن اتخاذ خصائص كوكب الأرض كنموذجٍ يُعد بدايةً جيدةً في هذا الطريق.
ففي دراسةٍ جديدة تم نشرها في مجلة “إسترونوميكال”، وضع العلماء صوب أعينهم كوكبان شبيهان بالأرض خارج مجموعتنا الشمسية، يقبعان ضمن “المنطقة الصالحة للحياة”؛ وهما “كيبلر-186 أف” والذي يبعد عنا حوالي 500 سنة ضوئية وهو كوكبٌ صخري أكبر من الأرض بنسبة 10%، والكوكب الآخر هو “كيبلر-62 أف” هائل الحجم بالنسبة للأرض يبعد عنا حوالي 1200 سنة ضوئية، وتم الكشف على إنهما يتمتعان بميلٍ محوري مستقرٍ جداً، الأمر الذي من المُرجح أن يضمن لهما مناخاً مستقراً أيضاً، تماما كما لدينا هنا على الأرض، والأهم من ذلك هو إن ميلهم المحوري سيبقى مستقراً لملايين السنين، لذلك لن تكون هناك تقلبات مناخية شديدة في المناطق المختلفة لكلا الكوكبين.
ويقول البروفيسور “كونكجي لي” من “معهد جورجيا التقني” في بيانه: “إن دراستنا هي من بين أولى الدراسات التي تبحث في استقرار المناخ في الكواكب الواقعة خارج مجوعتنا الشمسية، والتي بدورها تضيف إلى فهمنا المتنامي لهذه الكواكب المجاورة التي من الممكن أن تكون صالحةً للحياة”، ويضيف: “يبدو إن كلا هذين الكوكبين يختلفان كثيراً عن الأرض والمريخ من ناحية صلتهم الضعيفة بالكواكب المحاذية، ولا نعرف ما إذا كانا يمتلكان أقماراً أو لا، ولكن حساباتنا تُظهر إنه حتى بدون أقمار تابعة لكوكبي “كيبلر-186 إف” و”كيبلر-62 إف” فقد تمكنا من الحفاظ على ميلٍ محوري مستقر على مدار عشرات الملايين من السنين”.
لقد تغير الميل المحوري للأرض قليلاً خلال آلاف السنوات، وما زلنا نتمتع “نسبياً” بمناخٍ مستقر ومواسم طبيعية، لكن بالمقابل فإن الميل المحوري للمريخ تغير جذرياً بما يقارب الـ 60 درجة، فكل الكواكب الصخرية تؤثر على بعضها البعض، ومن حسن حظنا إن لدينا القمر، ليعمل على استقرار الميل المحوري لكوكبنا.
يقع المريخ ضمن المدار الصالح للحياة حول الشمس، إلا إنه لا يبدو كذلك، فهو كوكبٌ متصحر بالكامل ومع غلاف جويٍ رقيقٍ جداً، تآكل عبر ملايين من السنين نتيجةً للرياح الشمسية، ومن المرجح أن تكون التقلبات الشديدة في الميل المحوري للمريخ قد لعبت دوراً كبيراً في إحالة الكوكب إلى كتلةٍ صحراوية قاتلة غير صالحة للحياة.
يعد مشروع البحث عن الكواكب القابلة للسكن بحثاً مضنياً ومعقداً جداً، كما وأشارت وكالة “ناسا”، فإن هذه الدراسة تُعد دفعةً قوية في هذا المجال.
وبحسب “يوتانج شان” المؤلفة الرئيسة للبحث من مركز “هارفارد سميثوسونيان” للفيزياء الفلكية: “لا أعتقد إننا نفهم ما يكفي عن أصل الحياة، لاستبعاد احتمال وجودها على كواكب ذات مناخات متقلبة، فحتى على الأرض، الحياة متنوعة بشكل ملحوظ وأظهرت مرونةً لا تصدق في أشد المناخات قساوةً وتقلباً، ولكن قد تكون الكواكب ذات المناخ المستقر مناسبةً أكثر للبدء في بحثنا عن الحياة خارج مجموعتنا الشمسية”.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا