دبّ الماء – التارديغرادس “Tardigrades”: كائن مجهري على كوكب الأرض، يصمد أمام الكوارث الكونية
بقلم: نيكولا ديفيس (Nicola Davis)
منشور بتاريخ: 14 July 2017
ترجمة: أسيل الجوازري
تصميم: مكي السرحان
يقول ديفيد سلون، عالم الفيزياء الفلكية من جامعة أوكسفورد: ’’تعيش التارديغرادس (وهي كائنات لا يتجاوز حجمها بضع المليمترات) في مختلف البيئات على سطح الأرض فهذه المخلوقات صلبة في وجه الظروف المناخية بشكل مذهل، سواء أكنّا نتحدّث عن درجة الصفر المطلق أم عن فراغ الفضاء أم عن التعرّض للإشعاعات التي يمكن أن تقتلنا، فهذه الظروف جميعًا تجتازها التارديغرادس دون أن تؤثّر فيها.‘‘
و قال سلون: ’’هناك عدد كبير من النجوم مثل شمسنا، ونحو 20% من هذه النجوم يدور حولها كوكب شبيه بالأرض، وما نرغب بسؤاله الآن هو.. ماذا لو بدأت الحياة على أحد هذه الكواكب، ما هي الاحتمالات التي يمكن أن نتوقّعها؟‘‘
يصف الباحثون في مجلّة (science reports) كيفية بحثهم في مسألة التعرّض للكوارث الفلكية القاهرة التي قد تنهي حياة التارديغرادس في كوكب شبيه بالأرض بما في ذلك ظهور مستعر أعظم أو التعرّض لأشعّة كاما التي سـتتسبب بجفاف المحيطات.
ولكن الفريق وجد أن فرص حصول مثل هذه الكوارث ضئيلة جدًّا ومستبعدة وبالنسبة للكويكبات التي قد تصطدم بـالأرض وتتسبب في هلاكها فـإن هنالك حوالي 17 [كويكبة] كبيرة في نظامنا الشمسي، ولكنها جميعًا تدور حول مدارات لا تتقاطع مع كوكبنا.
وقال ماثيو كوب، أستاذ علم الحيوان بجامعة مانشستر، الذي لم يشارك في الدراسة: ’’إن النتائج كانت مطمئنة لـمستقبل الحياة على الأرض.‘‘
وأضاف: ’’أنه على ما يبدو بـأن القضاء التام على الحياة في كوكب الأرض غير محتمل إلى أن نصل إلى نقطة يتضخّم فيها حجم الشمس كثيرًا وتتبخّر المحيطات، وبذلك سـتتأثّر الكائنات التي تعيش في أعماق المحيطات والتي عادة لا تتأثّر بـالحوادث الفلكية.‘‘
وأكّد أيضًا بأن تارديغرادس ليس كائنًا لا يُـقهَر: ’’حيث تبقى (تارديغرادس الأرض) على قيد الحياة في ظروف قاسية من الجفاف، ولكن إن انقطعت سبل التغذية تمامًا عنها فهذا يعني أنها سـتهلك في النهاية.‘‘