إستخدم العُلماء أجهزة الموجات فوق الصوتية لمعرفة ما الذي يحدُث بالضبط في مفاصلنا عندما نقومُ بفرقعتها (طقطقتها)، ووضع نهاية لجدلٍ إستمر عقودًا من الزمن حول مصدر صوت الفرقعة المُميز هذا.
في أبريل، نشر الباحثون من جامعة ألبرتا ورقة مبنية على صور مأخوذة بجهاز رنين مغناطيسي لمفاصل إصبع تتمُّ فرقعتها. قالوا أنَّ صوت الفرقعة سببهُ إنهيار فُقاعات الهواء التي تتكون في السائل الذي يُحيط بمفاصلنا – يُدعى السائل الزليلي (الزلالي). ولكن يُمكن لأجهزة الموجات فوق الصوتية أن تُسجل ما الذي يحدُث في داخل أجسامنا 100 مرة أسرع من أجهزة الرنين المغناطيسي. لذا قرر فريقٌ آخر من العُلماء التحقيق مرة أُخرى للحصول على نتائج أفضل.
بقيادة عالم الأشعة روبرت د. بوتن «Robert D. Boutin» من جامعة كاليفورنيا – ديفيس، وظَّف الفريق 40 مُشاركًا سليمًا، 30 منهم كانوا يفرقعون مفاصلهُم بشكلٍ مُنتظم، و10 لم يكونوا كذلك. قال الأكبر سنًا من اولئك الذين كانوا يواظبون على فرقعة مفاصلهم أنهم كانوا يفعلون ذلك 20 مرة في اليوم لمدة 40 سنة.
طُلب من المُشاركين فرقعة مفاصلهم عند قاعدة كُل إصبع، المعروفة بإسم مفصل السلامية «Metacarpophalangeal Joint»، بينما يتم مراقبتها من خلال جهاز موجات فوق صوتية. إنتهوا بتصوير 400 فرقعة لمفصل السلامية، وسجلوا الأصوات لكي يعلموا أيُّهم يُصاحبهُ فرقعة.
بينما توقع الباحثون أن يروا شيئًا يحدُث بالفعل مع المفاصل، وقال بوتن أنه يُمكن لأجهزة الموجات فوق الصوتية إلتقاطُ الأحداث 10 مرات أصغر مما يُمكن لأجهزة الرنين المغناطيسي أن تفعله، إلا أنهم لم يكونوا مُستعدين للنتيجة لأن تكون .. مُتفجرة.
قال بوتن، «الذي رأيناهُ كان ومضة براقة من الموجات فوق الصوتية، كألعاب نارية تنفجر داخل المفصل، كانت نتائج غير مُتوقعة.»
الومضات في الموجات فوق الصوتية إقترنت بإستمرار مع صوت الفرقعة لدرجة أن الباحثين تمكنوا من توقع بدقة تصل إلى 94% أيِّ من مفاصل السلامية تفرقعت فقط من خلال النظر إلى الصور.
يشكُّ الباحثون أن الفرقعة والوميض المرئي في صور الموجات فوق الصوتية مُتعلق بالتغيُّر بالضغط الذي يحدُث في السائل الزليلي (الزلالي).
كانت هناك عدة نظريات على مر السنين وقدر كبير من الجدل حول ما الذي يحدُث داخل المفصل عندما تتم فرقعته. نحنُ واثقون أن صوت الفرقعة وضوء الوميض في الموجات فوق الصوتية مُتعلق بالتغيُّرات الديناميكية للضغط الذي يُصاحب فقاعة الغاز في المفصل.
ولكن لا يزال هناك لُغزٌ كبير. بالعودة إلى عام 1947، نُشرت ورقة بحثية تقول أن صوت الفرقعة يحدُث عندما تتكون الفقاعة لأول مرة في السائل الزليلي في المفصل. تم تفنيد هذه النظرية بعد ثلاثين سنة عندما قالت مجموعة أُخرى من الباحثين أنه لمن المعقول أكثر أن يكون الصوت قد جاء من إنفجار الفقاعة.
في شهر أبريل، دعم فريق جامعة ألبرتا فرضية إنهيار الفقاعة من خلال تسجيلاتهم بأجهزة الرنين المغناطيسي، ولكنهم لم يأتوا بأي دليلٍ قاطع. لذا بقي هُناك إحتمالان، هل أن الصوت يأتي من فقاعة تنفجر داخل المفصل أم من فقاعة يتم تكوينها داخل المفصل؟
تصعُب الأجابةُ على هذا السؤال، يقول بوتن، «سأُخبرك أننا رأينا بإستمرار وميض براق في المفصل فقط بعدما سمعنا صوت الفرقعة. وليس العكس من ذلك. رُبما يدعم هذا نظرية تكون الفقاعة، وليس نظرية إنفجارها.»
يُمكن للباحثين القول أنهم لم يكتشفوا أيَّ ألمٍ فوري، تورُّم، أو ضرر يحدُث للمفاصل عندما تتم فرقعتها. ولم يجدوا أي فرقٍ واضح بين مفاصل الأشخاص الذين كانوا مواظبين على فرقعتها وبين أولئك الذين لم يقوموا بفرقعة مفاصلهم أبدًا. وهذا يُعيد إلى الذاكرة نتيجة تجربة قام بها دكتور طبيب من كاليفورنيا قضى 60 سنة يُفرقع أصابع إحدى يديه دون الأُخرى، فقط ليجد أنه لا فرق بين الإثنين.
يقول بوتن أنه لا تزال هُناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث للتأكُّد من عدم حدوث أضرار على المدى الطويل، هُناك إحتماليةٌ أيضًا لأن تكون فرقعة الأصابع جيدة لنا، يقول، «بعد أن يتفرقع المفصل، مدى الحركة لهذا المفصل يزداد بشكلٍ واضح.»
المصدر: هنا
شكرا موضوع ملفت للنظر وخصوصا الطبيب الذي ظل يفرقع اصابع يده لمدة 60عام