الان وقد تم الكشف عن الموجات الثقالية ماذا تبقى ليُكتشف؟ لقد تبقّى الكثير، بل يتضمن ذلك بعض من اكبر اسرار الكون.
الان وقد لاحظ علماء الفيزياء الموجات الثقالية و التموجات الحاصلة خلال الزمكان نفسه , بهذا أكتملت اخر قطعة من نظرية اينشتاين في النسبية العامة. لكن تبقّى الكثير من المرح والمزيد من الغموض ليكتشفه علماء الفيزياء والفلك، فهم بعيدين عن اجابة اسئلة الكون الاكثر جوهرية.
هنا القليل من تساؤلات الكون التي لم تحل بعد:
1-ممِ يتكون الكون ؟
لعدة قرون , اطال البشر النظر في المجرات وامعن النظر بعمق داخل الذرات، وكل مارأيناه يشكل فقط خمسة بالمئة من الكون ولازلنا في بحث عن الباقي. يُعتقد ان المادة القاتمه(Dark Matter) تُكون 27%من مادة الكون ,وهي مادة مُبهمه لا تبعث او تعكس الضوء والفلكيون يعتقدون انها موجوده فعلياً.
لا احد يعلم بالتاكيد ماهي المادة القاتمة . قد توجد جسيمات من نوع جديد تدخل في تركيبها وتعرف بأسم الجسيمات الثقيلة ضعيفة التفاعل (weakly interacting massive particles) , والتي تعرف اختصاراً باسم Wimp او قد تتكون من نيترونات عقيمة مازال الباحثون بانتظار كاشفات لبقعة صغيرة لومضات الضوء الذي يجب ان تنتجه الذرات العادية عندما تصطدم بها جزيئات المادة القاتمة.
والان اذا كانت المادة المرئية والقاتمة مشتركة تكون 32% من الكون فما هي ال 68%المتبقية ؟ انها قوة سائدة ومحيّرة تعرف بالطاقة المظلمة (Dark Energy) لتفسير تمدد الكون بمعدل متسارع . النظرية الحالية تقول يجب ان تسيطر على الكون قوة معاكسة ثقالية (Repulsive Gravitational Force) وهذه القوة كما نعتقد انها الطاقة المظلمة من المحتمل ان لها عمل في الفضاء الكوني.
مازال علماء الفلك مشغولون بتفقد السماء لقياس مقدار الطاقة المظلمة. لكن تبقى كيفية عملها تجعل الكل في تسائل!
2-لماذا تكون الجاذبية غريبة جداً ؟
من بين قوى الكون الاربعة الجاذبية هي الاغرب انطلاقا من انه لايوجد توضيح لماذا تكون الجاذبية اضعف بكدريليون مره من القوى الكهرومغناطيسية او القوى التي تمسك الذرات معاً, ولما يقاوم مغناطيس الثلاجة الصغير سحب جاذبية كوكب بأكمله؟ النظريون لديهم بعض الافكار لتوضيح هذه الغرابة.
لفترة طويلة سعى العلماء للتوفيق بين النظرية النسبية التي تصف الجاذبية على انها انحناء في الزمكان مع ميكانيكا الكم حيث تنسب الجاذبية لمجالات من الجسيمات تسمى ب (Gravitons) او ربما تكون الجاذبية حقا بقوة القوى الثلاث الاخرى لكن تأثيرها يتسرب الى ابعاد اضافية.
3-هل نحن بمفردنا؟ أين الكائنات الاخرى؟
الدلائل الحالية لتعقب الحياة خارج الارض تشير الى ان الارض ليست وحيدة ولكن قد نحتاج لتوسيع تعريفنا عن “الفضائي”من جهة اخرى اكتشف علماء الفلك الان الالاف من الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية تدور حول نجوم بعيدة , وقدر ان مجرتنا وحدها تستضيف مليارات الكواكب التي قد تكون صالحة للسكن .
هناك كواكب شبيهة بالارض, وقال البعض ان القوانين الاساسية في الكون للطاقة ودرجة الحرارة ممكن ان تؤدي لظهور الحياة لكن اذا كانت ظروف الحياة شائعة جدا في الكون ، لمِ لم نرَ أي اشارة لوجود حياة فضائية ؟ هذه القضية تدعى بمفارقة فيرمي حيث وضعت جميع انواع التفسيرات المُمكنة. فربما كان الفضائيون يُعاملون الارض كمنطقة عقيمة من الناحية العلمية او ربُما يتضمن التطور مرشحات كبيرة “Great Filter” التي تقضي على الحضارات التي ترتاد الفضاء في مهدها. ويدّعي بعض العلماء والفلاسفة ان الحياة الحيوية عابرة وان اشكال الحياة المسيطرة على الكون هي روبوتات فائقة الذكاء والتي قد تعيش في اجزاء باردة ومظلمة من الكون لا حيث نبحث عنها. بل وربما ان هذه الروبوتات ليست حريصة على التحدث الينا بما اننا كائنات بدائية بالمقارنة بها.
4-هل كوننا وحيد؟ام هناك اكواناً اخرى؟
كما تبدو الارض صديقة بصورة غير محتملة لدعم الحياة, بعض الجوانب الاساسية للكون الجلوس على قيم مريحة بشكل مثير للريبة، تحت نمط يعرف بمشكلة طبيعية (Naturalness Problem). زيادة قيمة الطاقة المظلمة بشكل طفيف على سبيل المثال كما ان الكون المبكر (في بداية نشأته) توسّع بسرعة كبيرة جدا للمجرات لتلتصق ببعضها.
حجم الكون الهائل يضع ضمانات بوجود كواكب شبيهة بالارض على سبيل الاحتمال. على طول هذا الخط من التفكير بعض علماء الفيزياء يؤكدون ان الارض هي من بين كواكب كوننا وهناك كواكب مشابهة لها من بين عدة اكوان . و حدث ان توافرت الشروط التي سمحت لنا بالوجود، بخلاف ذلك نحن لن نكون هنا للدراسة والكتابة حول هذا الموضوع.
مؤيدو نموذج الاكوان المتعددة يدعون بأنه يفسر بشكل انيق ان كوننا صالح للسكن , لكن العديد من العلماء يجدوه مزعج وغير صحيح في اسبابه . اثبات او دحض هكذا بيان على شفير الفلسفة وفي نهاية المطاف يكون التعامل مع كيفية الاكوان المتعددة مثل كوننا في مقارنه مع اصناف اخرى .
المصدر: هنا