ضفدعتان، ثلاثٌ وعشرون نملة، ثلاثة خنافس، ثمانية دبابير، إحدى عشر عنكبوتاً، ستٌ وعشرون سمكة، تسع رخويات بحرية، تسعة من النباتات، إثنتان من الشعاب المرجانية، دبٌ بحري (التارديغرادا)، وثمانية فيروسات جديدة.
هذه هي قائمة بــ 102 فصيلة جديدة تم وصفها هذه السنة من قبل أكاديمية كاليفورنيا للعلوم. قد يبدو العدد هائلاً على المدى البعيد، لكنه يُمثل شريحة ضئيلة من النباتات والحيوانات وأشكال الحياة المختلفة المنتظرة التصنيف من قبل البشر.
وفقاً للدكتور ميك لومان Meg Loman، رئيس أكاديمية العلوم والتنمية، فأن العلماء يقدرون الفصائل التي تم إكتشافها في الكوكب بأقل من 10 %، ويقول لومان في تصريح بأن هذه الإكتشافات غايتها ليست التسمية وحسب بل “هي تُساعد على إتخاذ قرارات للمحافظة على مستقبل الحياة لأبنائنا وأحفادنا.”
هالي بولينج Haley Bowling، مساعدة في قسم الإتصالات في اكاديمية كاليفورنيا للعلوم، أخبرت موقع Fusion بأن تعداد هذه السنة يُمثل أقل من المتوسط السنوي الأكاديمي. ففي عام 2014 وصف العلماء 221 فصيلاً، وتضيف بولينج: “خلال رحلة إلى الفلبين في أوآخر الربيع مع العديد من المشرفين، تم التوصل إلى إكتشاف مئة فصيلة جديدة لكن لم يتم وصفها رسمياً وسيتم إدراجها في إحصائية العام القادم.”
وتقول بولينج: “كوكبنا يواجه تهديدات مناخية وإستيطانية بمستوى لم يسبق له مثيل، ويمثل صوت العلم المتضمن معرفة من أين أتت الحياة وكيفية تأثير كل فصيل على النظام البيئي الكلي، الأساس لتخطيط طرق محافظة فعالة.”
وفقاً لدراسةٍ لعام 2012، حوالي 18000 فصيل نباتي وحيواني جديد يتم فهرسته كل سنة، وهناك مليوني فصيلة تم إكتشافها على الأرض. وبتقدير العلماء لا يزال هناك 10 ملايين أخرى في إنتظار رفع الستار عنها وتصنيفها.
هذه الإكتشافات تحدث عبر العالم أجمع، سواءً في الأماكن الغريبة وغير المكتشفة، أو في المناطق الحضرية المألوفة. لكن نحن في سباق مع الزمن، إذ بتقدير الباحثين فإن واحداً من ستة فصائل قد تنقرض بحلول عام 2100 إذا ما استمرت البيئة الحالية السلبية بلا هوادة، كالتغير المناخي.
وبفضل علماء الأكاديمية من أمثال الدكتور براين فيشر Brain Fisher، نحن على دراية بفصيل جديد صغير من النمل يُدعى “نمل دراكولا” الذي يمتص الدماء. وفقاً لفيشر الذي درس هذا الفصيل عن كثب في مدغشقر ويستيل، فالحشرات هذه تجرح الأصغر من أفراد مستعمرتها وتمتص لمفها الدموي. وأضاف في تصريح: “إنه لأمر شاذ، لكنها وسيلة مدهشة لتوزيع المغذيات في أرجاء المستعمرة.”
ويُذكر أن هناك إكتشاف للدكتور ديفيد يبرت David Ebert، إذ إكتشف فصيلاً لأسماك رعاد جديدة (من تصنيفات أسماك الشفنين) تُدعى Tetronarce Cowley في الجزء الجنوب الغربي من المحيط الأطلسي. أسماك الشفنين (الراي) التي تنسل في قاع البحر تتغذى على الأسماك العظمية والقروش الصغيرة، وقد حظيت بإسمها من قدرتها الفعالة على شل فريستها بإستخدام تفريغ كهربائي منشئة في رأسها.
ويقول يبرت: “إن أسماك الشفنين (Torpedo Ray) تمتلك مجموعة دفاعية مذهلة. فهي قادرة على تفريغ شحنة كهربائية قوية تقدر بــ 45 فولت بإستطاعتها أن تصرع شخصاً بالغاً.”
وبالحديث عن صرع البشر، فالفيروسات الثمانية المكتشفة حديثاً، ووفقاً لمتخصصة الأحياء الدقيقة شانون بنيت Shannon Bennett وزملائها (اكتشفوا عدة أنواع من الفيروسات على البعوض الكاليفورني)، فإنها قد تُساعد العلماء في الحصول على فهم أوضح لطريقة تناقل الأمراض المعدية من الحيوانات للبشر. تقول بنيت: “إذا ما أردنا معرفة كيفية قيام الفيروسات بالقفزة من بقية الفصائل إلى الجنس البشري، فعلينا إكتشاف من أين تاتي هذه العوامل الممرضة.” وتضيف قائلة: “الفيروسات المتعاقبة الغامضة التي تم إكتشافها تمثل الخطوة الأولى في هذا الدرب.”
المصدر: هنا