كتاب وابي سابي الياباني، للصغار أم للكبار؟

وابي سابي: كتاب أطفال غير عادي يعتمد على نظرية يابانية فلسفية من خلال إيجاد الجمال في النقص وعدم الاستقرار.
وابي سابي هو مصطلح ياباني جميل لا يمتلك تعريفا أو مقابلا محددا في اللغة الإنجليزية، وهو يتضمن تلك الطريقة في الحياة التي تتضمن إيجاد الجمال من خلال النقص و قبول دائرة الحياة في النمو والنقصان .
وهو أيضا عنوان للكتاب المصور الرائع الصادر في 2008 ل مارك ريبستون، وقد تم العمل مع مصور كتب الأطفال الصيني “ايد يونغ”، لوصف هذا الجمال.

تأتي الحبكة في القصة عبر قطة تضيع في بلدتها “كيوتيد” لتجد نفسها في العملية. (لأجل، في حال النسيان أن نتذكر، أن نجد أنفسنا من خلال ضياعنا ).يقرأ الكتاب كالشريط، من الأعلى إلى الأسفل، بالإضافة إلى خاصيات الهايكو، والشعر الياباني المنتشر على كل اتجاه، مزخرف بطريقة محكمة للأطفال.
ريبرستون يرسم خلفية تاريخية :
كانت بدايات وابي سابي في طرق الصينيين القدامى في الفهم و العيش، المعروفة ب”الطاوية و زن” إحدى المذاهب البوذية، لكن وابي سابي بدأت بتشكيل الثقافة اليابانية عندما قام الكاهن موراتا شوكو بمدينة نارا (1502-1423) بتغيير مراسم حفل الشاي. لقد ألغى كل الذهب الفاخر، الأحجار الكريمة والخزف؛ واستبدلها بأدوات خدمة الشاي الصيني العادية والبسيطة كالخشب والطين.

بعد مئة عام قام سيد الشاي المشهور “سين نو ريكو” من كيوتو (1591-1522) بإحضار وابي سابي إلى بيوت الأقوياء .
لقد أنشئ بيت الشاي مع باب منخفض العلو ذلك حتى الإمبراطور نفسه اضطر للانحناء في سبيل الدخول، كتذكير للجميع بأهمية التواضع قبل العادات، في بعض الغموض والإلهام.

تكمن القصة الحقيقية لوابي سابي خلف الكتاب :
فعندما استلم الشاب الاختبار أولا، قام بعمل سلسلة من الصور الجميلة، و قام بتركها مع محرره و بعد دقيقة عاد لاستردادها ولم يجدها. و عوضا عن الألم والحزن عن ما فقده، قام الشاب بإعادة رسم الصور باستخدام الخدوش وجعلهم أفضل وجوديا كأن تجد النمو في الفقد. يعتبر كتاب الصور “وابي سابي” نوعا رقيقا من التأمل الوجودي للكبار.
خصوصا مع طموحنا القاسي للمزيد، و قلقنا المزمن من عدم المثالية، يمكن أن نعتبره أشبه بالمواساة.
المصدر: هنا