“جرعة واحدة من دواء قديم يستخدم لعلاج مرض النوم ينجح بعكس أعراض التوحد على الفئران” #المشروع_العراقي_للترجمة
بقلم : ثوماس ديرنك
ترجمة وتصميم بوستر : أحمد ثائر
Like ✔ Comment ✔ Tag ✔ Share ✔
التوحد هو طيف من الأعراض و المتلازمات التطورية العصبية، تتمثل بإضطرابات في التفاعل مع المجتمع، و في التواصل الكلامي و الغير كلامي. هناك عدة فرضيات تبحث التغيرات الخلوية المصاحبة للتوحد، من أهمها هو أن التوحد ناتج عن خلل في التواصل بين الخلايا العصبية. لبحث مصداقية هذه الفرضية، قام مجموعة من الباحثين من جامعة كالفورنيا بإستخدام أحد الأدوية الموافق عليها من منظمة الغذاء و الدواء الامريكية لعلاج مرض النوم “sleeping sickness”. هذا الدواء المعروف في المجال الطبي منذ قرن من الزمان تمكن من عكس أعراض التوحد في فئران تجارب يعادل عمرها البيلوجي عمر إنسان في الثلاثين.
النتائج التي نشرت في عدد الشهر الحالي من مجلة “Translational Psychiatry” تتماشى بشكل واضح مع النتائج التي نشرت قبل سنة من فريق بحثي أخر و هي تدعم فكرة أن التوحد ناتج عن عدة عوامل بيئية و جينية. يعلق دكتور نافوكس ( أخصائي الاطفال و الأمراض) على هذا قائلا: ” 20% من العوامل المعروفة المرتبطة بالتوحد وراثية، لكن الجزء الأكبر ليست وراثية. من الخطأ الإعتقاد بأن الجينات و البيئة عوامل مستقلة، بل هم في تفاعل مستمر و نتيجة هذا التفاعل هو التمثيل الأيضي على المستوى الخلوي”. و يكمل (و هو مدير مركز أمراض المايتوكوندريا و الأيض في سان ديغو-كالفورنيا): ” الخلايا لها مجموعة من العضيات الأيصية التي تدلنا على الحالة الصحية للخلية. عندما تتعرض الخلية لأي تضرر من بكتريا، فايوس، أو مواد كيميائية تتغير العمليات الأيضية داخل الخلية و يفعل رد الفعل الدفاعي، و هذا جزء من المناعة الطبيعية. في هذه الحالة تحدث تغيرات على أغشية بعض العضيات و أهمها المايتوكوندريا، كم تنخفض معدلات الإتصال بي الخلايا بشكل كبير. هذا يسمى رد فعل الخطر للخلايا، و الذي إذا استمر دون عودة الخلية إلى حالتها الطبيعية ينتج عنه ضرر دائم. عندما يحدث هذا الضرر عند الأطفال فإن التطور العصبي يتأخر”.
بمعنى أخر فإن الخلايا تتصرف كالدول في حالة الحرب، عندما تكون في خطر فإن أغشيتها تصبح أقل نفاذية، و ثقتها بالخلايا المجاورة تقل. هذا يؤدي إلى إنخفاض التنظيم في عمل الخلايا و إختلال التواصل بينها. عندما تتوقف الخلايا العصبية عن التخاطب يتوقف الاطفال عن الكلام”
الدواء المعروف بإسم “suramin” تم تصنيعه لأول مرة عام 1916 لعلاج مرض النوم ( و هو عدوى يسببها طفيل التربنوسوما ). يعمل هذا الدواء على إيقاف الإشارات الخلوية الخارجية و ينهي حالة الخطر التي تكون فيها الخلية، مما يعيد الخلايا إلى التواصل كما في حالتها الطبيعية. يعترف الباحثون بأن نجاح هذا العقار على الفئران لا يعني بالضرورة نجاحه على البشر، لكن العلاج الذي يتبعه و المعروف بالمضادات البيورنية ( antipurinergic therapy) هي طريقة جديدة وواعدة لعلاج التوحد.
المصدر: http://www.sciencedaily.com/releases/2014/06/140617102457.htm
الدراسة:
http://www.nature.com/tp/journal/v4/n6/full/tp201433a.html