الرئيسية / طب / هل استطيع التوقف عن تناول المضادات الحيوية حالما أشعر بالتحسن؟

هل استطيع التوقف عن تناول المضادات الحيوية حالما أشعر بالتحسن؟

تقول الحكمة المتوارثة أن عليك اكمال الدورة العلاجية (الكورس العلاجي)، إلا أن هذه الفكرة الآن أصبحت محل جدل.  

قد تكون تناولت المضادات الحيوية لعلاج حنجرتك المتقرحة ولكن بعد يومين شعرت بالتحسن وقد يشعرك أخذ تلك الاقراص بالإزعاج، عندها يكون السؤال هل من اللازم أن تستمر بأخذ تلك المضادات؟ تقول الحكمة المتوارثة أن عدم اكمال الدورة العلاجية بانتظام سيساهم في إنقاذ بعض البكتيريا المسببة للمرض وهذه البكتيريا ستصبح أقوى وسيكون بإمكانها مقاومة نفس المضاد الحيوي الذي كان بإمكانهِ القضاءُ عليها، لذلك ومن أجل مصلحتك -هذا ما تقوله الحكمة- ومن اجل دوام عمل المضادات الحيوية عالمياً، يكون من الواجب أن تستمر بتناول تلك الاقراص حتى انتهاء الدورة العلاجية او الكورس العلاجي.

إلا أن هناك رأي آخر اذ كتبت البروفيسورة في جامعة سيدني غويندولين جيلبرت في مقال نشر الاسبوع الماضي في المجلة الطبية الاسترالية ما نصه “إنها فكرة خاطئة تلك التي تقول أن مقاومة البكتيريا ستبرز اذا لم يتم اكمال الدورة العلاجية التي تم وصفها ” وتضيف قائلةً “اذا ما اختفت علامات واعراض العدوى غير القوية فإن احتمالية الاصابة بالخطر في حال التوقف عن تناول المضادات الحيوية هي احتمالية ضئيلة”.       

يؤيد كريس دلمار وهو بروفيسور في الصحة العامة في جامعة بوند في كوينز لاند الكلام السابق ويضيف قائلاً”في معظم حالات العدوى الحادة في الصدر و في المجاري البولية فإن على الممارسين العامين أن يخبروا المرضى بالتوقف عن اخذ الاقراص حال شعورهم بالتحسن، غير أن هناك بعض الحالات مثل السل(التدرن الرئوي) و التهاب العظم والنقي وأنواع أخرى من العدوى المزمنة تستدعي أن يستمر المرضى بتناول المضادات الحيوية حتى انتهاء الدورة العلاجية او الى ان يخبرهم اطبائهم بعمل شئ آخر حيث أن الاعراض قد تتفاقم ومن الممكن أن تزدهر البكتيريا. ينبغي ايضاً على الاشخاص الذين يعانون من مشاكل في جهازهم المناعي استشارة اطبائهم حول كيفية اخذ تلك الادوية”                                                    

ولكن يبقى السؤال هل يتعين علينا أن نسير عكس عقود من النصائح الطبية وان نتوقف عن تناول المضادات الحيوية حال شعورنا بالتحسن؟

الحل

إنه أمر معقد وهو يعتمد على السبب الذي من اجله تم اعطائك المضادات الحيوية. تقول البروفيسورة جيلبرت “أن التوقف عن أخذ تلك الادوية مبكراً لن يسبب بصورة مباشرة بازدياد خطر مقاومة البكتيريا فهذا الامر يحدث عادةً عند اخذ جرعات دون المستوى الامثل في المعالجات ذات الامد الطويل ” وتضيف قائلةً “في عدة حالات فإن اجسامنا تكون قادرة على التخلص من البكتيريا التي بقيت بعد اخذ المضادات، وهناك العديد من الاشخاص الذين يمكنهم التوقف بأمان عن تناول المضادات الحيوية مثلاً المصابون بعدوى في الجهاز التنفسي اذ انهم لا يحتاجونها اصلاً لأن العدوى لا تكون بسبب البكتيريا “.

تقوم المضادات الحيوية بتغيير البيئة المحيطة بمجموعة الميكروبات التي تعيش بصورة طبيعية في الامعاء ويحدث ذلك بشكل سريع حيث تقوم بإزالة البكتيريا النافعة الموجودة اصلاً في الامعاء وكذلك تلك الضارة و تترك المريض عرضة لمواجهة بكتيريا قوية تسمى كلوسترديوم ديفيسيلي. “لذلك وللأشخاص المرضى فأنه كلما قل تناولهم للمضادات الحيوية كلما كان ذلك افضل” هذا ما تقوله البروفيسورة جيلبرت.

يختلف الاطباء فيما بينهم بالنسبة لطول الفترة التي يقومون بوصفها للمريض من أجل أخذ الدورة العلاجية للمضادات فمثلاً لا تزال الدورة العلاجية عبارة عن خمسة ايام لعلاج العدوى في الجهاز البولي على الرغم من أن الدلائل تشير الى ان يومين او ثلاثة تعد فترة كافية لأنواع العدوى غير المعقدة.        

لذلك وعند اعطائك المضادات الحيوية عليك اولاً ان تسأل طبيبك فيما اذا كنت بحاجة حقيقة لها و هل يمكنك أن تتوقف عن تناولها حال شعورك بالتحسن، انه سؤال معقد جداً ( اذ انه يعتمد على نوع العدوى و سجلك الطبي ) لكي يستطيع وبكل بساطة ان يجيبك بنعم.

 المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

فوسفات الكلوروكين قد تساعد في علاج فايروس كورونا

تجارب سريرية تجرى لتحديد عقاقير فعالة لعلاج فايروس كورونا الجديد .   ترجمة : سهاد …

السجائر الالكترونية تؤثر على الأوعية الدموية حتى بدون النيكوتين

ترجمة: حيدر هاشم تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: أسماء عبد محمد   ربما تكون السجائر …