شفرة اوكام هو مبدأ تم تطويره اول مرة على يد الراهب والفيلسوف الفرنسيسكياني ويليام اوكام.
وبينما يُرجح ان هذه الفلسفة كانت قد نُسبت اليه بعد وفاته – والتي كانت مبنية على فلسفة العصور الوسطى- الا انها تبدو نتيجة لإسلوب حياته البسيطة.
توصف شفرة اوكام بصورة شائعة على انها تنص على ” ابسطُ جوابٍ هو على الغالب صحيح ” هذا وعلى الرغم من ان هذه العبارة تبسيط زائدٌ عن حده. والمقاربة “الصحيحة” هي على ان المُدخلات يجب ان لا تخلط بصورة ليست ذا فائدة.
يجب ان يتجنب الباحثين “تكديس” المعلومات – فوق بعضها البعض – بغية ان يثبتوا ما اذا كان هنالك تفسير ابسط لنظرية تتطابق مع الملاحظات. حيث ان شفرة اوكام هي بمثابة عملية تقٍسيم الى المعلومات ليجعل من اكتشاف الحقيقة امراً أسهل.
في العلم، يتم التخلص من جميع الفرضيات التي لا تؤثر على تنبؤات الفرضية. اذا كان لديك عدة فرضيات توّد ان تفسر من خلالها عدة ملاحظات، فأنه يتوجب عليك – من الافضل – ان تبدأ من القضايا السهلة.
شفرة اوكام ليست جزءاً من عملية الاستدلال، لأنها لا تعط تعريفاً لقوة النظرية بل انها؛ كما لو طريقة للبحث عن الحل الأمثل، او كقاعدة عامة تقود البحث العلمي الى الطريق الأسهل. وفي الحقيقة، قد تكون الفرضية الأكثر تعقيداً هي الصحيحة.
ولنفهمها على هذا النحو، اذا كانت هنالك مؤسسة بحثية وقامت بإعطاء المال كتمويلاً لبحث؛ فهل ستذهب باتجاه البرنامج البحثي الاعقد والأكثر كلفة؟ ام الى الأرخص والأسهل؟
غالباً ما يعمل العلم على شكل قفزات؛ فحتى لو تم اثبات خطأ الخيار الأول؛ فإن التالي سيحقق النتائج.
أحد الأمثلة الشهيرة على شفرة اوكام : هي نظريات المؤامرة حول هبوط ناسا على القمر.
يعتقد المؤمنون بنظرية المؤامرة ان الهبوط الأول على القمر تم تصويره في أستوديو؛ كجزء من خدعة كبير؛ مبررين ذلك باعتمادهم على الكثير من النظريات المغلوطة والملتفة، في حين ان حجة ناسا كانت بسيطة ومباشرة.
ان استنتاج طريق المؤامرة هذه؛ يحوي على الكثير من الفرضيات: “اذا حصل هذا، فهذا ممكن ان يحصل”. الكثير من الــ إذا هو علامة ان العبارة تحتاج الى التوضيح والتبسيط (الأوكمة).
لذلك فوفقاً لشفرة اوكام، يجب ان تعتبر حجة ناسا صحيحةً. وهذا ليس طبقاً لقولنا ان النظرية كان قد تم أثباتها؛ فشفرة اوكام تخبرنا فقط – انه من الافضل- ان نبدأ بالتحقق من النظرية الابسط في البداية.
وشفرة اوكام هي على الاغلب ما تكون في اصل عملية (تغيير النموذج – أو النقلة النوعية)، حيث يتم استبدال نظرية موجودة بأبسط منها وتناسب ما حصلنا عليه من بيانات. وعلى سبيل المثال، دوائر أفلاك بطليموس تم استبدالها بنظرية اسهل، والتي قامت بتسير البيانات دون خلط عناصر متعددة.
هناك بعض الانتقاد لشفرة اوكام. مثلا، انها قد لا تستطيع دائماً ان تحدد من بين عدد من النظريات المتضادة؛ ايها صحيحة؛ دون الاستفادة من تجاربنا السابقة.
وفي نهاية القرن، لم يستطع مساندوا اينشتاين والمُصدقين بنظريته من ان يعرفوا طريقة ابسط لتفسير طبيعة الضوء. بحيث ان كلا الفرضيتين كانت قد تطابقت مع البيانات التي تم الحصول عليها، الا تجربة ميكلسون مورلي وحدها؛ هي التي رجحت الكفة لصالح النسبية الخاصة.
بالاضافة الى هذا، فأنه من الصعبوبة على ان نقوم بتبسيط المعلومات دون تحاشي خطورة فقدان بعض المعلومات والتي قد تكون ضرورية لتلك النظرية. لذا يجب ان تكون شفرة اوكام دليلاً وليس قانوناً.
المصدر: هنا