تاريخ النشر: 1 نوفمبر 2014
بقلم: NEHA KARL
ترجمة: ريمان سعد
______________
دراسة جديدة على الفئران كشفت إنّ الإيبولا قد لا يكون مُميتاً لكل ضحاياه، فقط لمن لديهم مورثات (جينات) معينة.
فيروس الإيبولا القاتل، عالمياً قَتلَ أكثر من (4900) شخص، وأصاب اكثر من (13,000) شخص. ومن المُثير للإهتمام، بعض الأشخاص الذين أُصيبوا بالإيبولا ماتوا بسرعة في حين آخرين تم شفاءهم من المرض.
الأعراض المختلفة لمَرضى الإيبولا حيّرت الاطباء، لكن الباحثون أكتشفوا يأنّ الاصول الجينية ربما تلعب دوراً في قوة الفيروس.
لدراسة تأثير المورثات على الإيبولا، باحثون من جامعة واشنطن في الولايات المتحدة قاموا بحقن فئران مُصابة بقيروس الإيبولا التي سببت في إنتشار الوباء حول العالم. لاحظ الفريق إختلافات كبيرة في حِدّة حالات الإيبولا لدى الفئران، تضمّنت بعضها أعراض كاملة، بعضها تحسنت، وقليل منها أظهر مقاومة للعدوى.
تشير النتائج الى أنّ هذه الاختلافات سببها يرجع الى التركيب الوراثي للفئران – على وجه الخصوص، الجينات المسؤولة عن تنشيط الجهاز المناعي واصلاح الاوعية الدموية المتضررة.
النتائج، التي نُشِرت في المجلة العلمية، ذكرت بأنّ (70%) من الفئران اظهرت اعراض شديدة، واكثر من نصف المجموعة ماتت نتيجة مشاكل في الدم والكبد، مماثلة لنزيف الدم في البشر المصابين بهذا المرض.
وجد الفريق أنّ الفئران التي ماتت لها نشاط منخفض لأثنين من الجينات التي جعلت أوعيتها الدموية نفّاذة، حيث تسببّت بتدفق خلايا الدم البيضاء التي تقاتل العدوى الى الخارج. مما سَبَب إستجابة التهابية مُفرِطة أدت الى موت الخلية وتحطيم الاعضاء، وفي نهاية المطاف، الموت.
لاحظ الفريق أيضاً أنّهُ على الرغم من فقدان الوزن لجميع الفئران في الأيام القليلة الأُولى بعد الاصابة، فأنّ (19%) تحسّنوا كُلياً. والفئران التي عاشت أظهرت نشاط مُتزايد في إثنين من الجينات المعروفة، المسؤولة عن خلايا الدم البيضاء وإصلاح الاوعية الدموية المُتضررة.
تقول انجيلا راسموسين Angela Rasmussen، عالمة الفيروسات والمؤلفة المشاركة في البحث، أشارت النتائج التي قُمنا بها الى أنّ “الخلفية الوراثية للشخص المصاب تلعب دور مهم في تحديد خطورة مرض فيروس الإيبولا وكيف سيكون”.
يَذكر الباحثون بأنّ سلسلة الاعراض التي شُهِدتْ في الفئران عكست الطرق المختلفة لتفاعل البشر مع الفيروس. هذا يشير الى أنّ المرض ربما أيضاً مُتفاعل بطرق مختلفة وفقاً الى مورثاتنا، الناجين من مرض الايبولا ربما يملكون مناعة ضد الفيروس.
بينما زودت الدراسة معلومة مهمة عن آلية المرض، حيث لاحظ الفريق أنّهم لم يأخذوا بنظر الاعتبار العوامل البيئية التي تلعب دور كبير في تأثير الفيروس على البشر، مثلاً نوعية العلاج وصحتهم قبل الاصابة. حيث ذكروا أيضاً بأنّ النتائج هذه لا يُمكن أنْ تُطبق مباشرة على البشر، فهي لا تشبه مختبر الفئران، لديهم مجموعة كبيرة ومتنوعة من التركيبات الوراثية.
يُخطط الفريق الآن لفحص جينات أكثر لتحديد قابلية الفيروسات في الفئران، ومقارنة هذه الجينات مع أنسجة لبشر من مرضى الإيبولا.
يقول ميكائيل كاتز(Michael Katze)، عالم في علم الاحياء المجهري ومؤلف مشارك في البحث “نحن لا نعرف أي الجينات في البشر”، ويُضيف قائلاً “لكن عندما نكتشف ماهي هذه الجينات في الفئران، ستكون لدينا فكرة.”
المصدر: هنا