الرئيسية / أجتماع / اكثر انسانية من البشر !

اكثر انسانية من البشر !

لم يتوانى الكاتب الامريكي آدم بيور عن الكتابة في مواضيع التكنولوجيا والعلوم، اشتملت اخر مساعيه الادبية “بناء الجسد ” على تسع وسائل تتمركز حول تنمية المستقبل الذاتي . قد يبدو ذلك وكأنه فيلم خيال علمي، ولكن هذه لمحة حقيقية في ذلك “العالم الخارق ” . بدءا من الحالات التي يبصر فيها الانسان عبر اذنيه، الى حالات الناس الذين يعيشون باطراف اصطناعية . فقد وفرت التكنولوجيا والعلوم لنا حقبة جديدة خارقة للعادة التي دفعت قدرة الجسم البشري الى افاق جديدة . في هذه المقابلة المدهشة، يأخذنا بيور الى عالم حيث تسهم شركات الادوية والعلماء والمبدعين في تشكيل هذه الثورة الهندسية الحيوية – عالم لا يوجد فيه أي مرض قاهر او أي اعاقة معقدة يصعب التغلب عليها .
س/ماذا يعني ان تكون انساناً في ايامنا هذه ؟
لا اعتقد ان التكنولوجيا غيرت من جوهرنا كبشر او ما يعنيه كوننا ادميين . اذا تطلعت على دراسة اجرتها جامعة هارفارد – ربما هي اطول دراسة بحثت في ماهية نمو وتغير الانسان عبر الزمن – فستعلم ان ما يجعلنا سعداء حقا، وأود ان اعدل على ذلك وأقول ان ما يجعلنا “اكثر انسانية ” هي علاقاتنا مع الاخرين وعما اذا كنا نسخر اوقاتنا في فعل اشياء ذات قيمة ايضا .
ولكنني اعتقد انه بإمكان التكنولوجيا ان تعزز قدراتنا لفعل اشياء انسانية ، فمثلا هذا ”هيو هير“ الذي فقد ساقيه –ما تحت ركبتيه – فبعد ان فقد ساقيه اعتاد على ان يرى منام يرى فيه نفسه يركض بين حقول الذرة، والريح تداعب شعره، ثم كان يستيقظ فيرى واقعه المؤلم بساقيه المبتورتين ويتذكر كلام الطبيب بانه لن يستطيع الركض ابدا . أما اليوم، فها هو“ هيو هير“ يهرول في ارجاء (والدن بوند ) يوميا على ساقيه الاصطناعيتين .
قابلت سيدة تدعى بات فيتشر، وهي محبة للطبيعة بشكل لا يوصف، إلا انها للأسف فقدت بصرها جراء انفجار قنبلة يدوية . اليوم بإمكان بات الرؤية عبر اذنيها وذلك عبر جهاز حسي بديل، لقد تأثرت وبكت عند رؤيتها جبالا للمرة الاولى بعد عقود من العمى .
وهناك ديفيد جين الذي بدأ بفقدان القدرة على الكلام بسبب مرض تصلب الاطراف الضموري . ثم حصل على الة جديدة مكنته من التواصل مع الاخرين مجددا واللهو مع اطفاله . التقنيات التي جعلت هيو يقف على ساقيه بإمكانها ان تصنع هياكل خارجية سليمة وقوية البنية . كما بإمكاننا ان نطور جهاز بات الحسي ونطور جهاز اخر يسمح لنا جميعا في رؤية الاشعة تحت الحمراء . والتكنولوجيا التي يحاول المهندسين الحيويين تطويرها لتمكين دايفيد جاين من الكلام مجددا، فقد يمكن استخدامها يوما بين الجنود للتواصل عن بعد عبر ” خوذة تناقل الافكار ” .
س/ان الشخصيات والقصص الواردة في هذا الكتاب غير معقولة كما سبق وقلت . هل كان هناك تقنية او قصة معينة ادهشتك بشدة ؟
بصراحة ان الجهود للوصول الى داخل الدماغ البشري وقراءة الافكار فيه هي شيء مذهل للغاية . وقد اكتشف العلماء انه عندما نفكر بكلام ما، فان ادمغتنا ترسل نسخه منه الى قشرة الدماغ السمعية لتبين ماهية صوت هذه الافكار، وذلك كآلية لتصحيح الاخطاء . وهذا صحيح حتى اذا تخيلنا الكلام ولم نتحدث فيه بصوت مرتفع . لذا لقد قمت بزيارة شخص يود فكّ هذه الكلمات والجمل من انماط الخلايا العصبية للدماغ عندما يتخيل الناس هذه الكلمات . الفكرة بأكملها جامحة جدا ! ولم يحققوا ذلك بعد لانه لدينا بلايين الخلايا العصبية . وكان قد استدعاني هذا الباحث يوما ويدعى ” جروين سكالك ” واسمعني اصوات مترجمة من الخلايا العصبية التي سجلت من القشرة السمعية للمرضى وذلك عند سماعهم لأغنية، كانت اغنية بينك فلويد ” طوبة اخرى في الجدار “، وحينها لقد امكنني سماع الايقاع العام للاغنية وموجات الجيتار ايضا . لقد بدت وكأنها الاغنية ولكن سجلت تحت الماء، المهم انها كانت تلك الاغنية فعلا ! ما حصل انه تم اعادة استنساخ واستخلاص الاغنية من موجات المخ للمريض، لقد ادهشني ذلك حقا !
س/تبين ابحاثك انه بمقدور التكنولوجيا القضاء على الاعاقة الجسدية . مع هذه الابتكارات بعيدة المدى في مجال الهندسة الحيوية، هل يمكننا ان نأمل بأن يتم القضاء على المرض ايضا في المستقبل القريب باستخدام هذه العلوم ؟
انا اتفق مع بيتر ثايل بأن القدرات الحاسوبية ستستخدم كأداة لفك اسرار علم الاحياء . في الواقع هذا هو موضوع كتابي ايضا ، فعلا ان لذلك تأثير كبير على حياة الناس كما ستسمح لنا باكتشاف القدرات الغير مستغلة في عقل وجسم الانسان . وهناك كلام اخر قاله بيتر ايضا، فيقول اننا سوف نكون قادرين على علاج جميع الامراض البشرية بنفس الطريقة التي تصلح فيها الاعطال في برامج الكمبيوتر، ويقول ايضا بأن الموت سيتحول من لغز حيّر البشرية الى مشكلة قابلة للحل . ان ذلك وارد الحدوث ولكن اشك بأن يحدث في المستقبل القريب. ببساطة لان هناك الكثير من الاحتمالات لفشل ذلك –فهناك الكثير من الامور الغامضة حتى الان .
وأفضل ما لدينا هو كشف سر الشيخوخة لان الكثير من الامراض كالسرطانات والسكتات الدماغية والنوبات القلبية متعلقة بالشيخوخة . ولكن هذه مهمة صعبة جدا ومسألة مع يحدث لخلايانا مع تقدم العمر هي واحدة من اكثر المسائل تعقيدا في علم الاحياء .
س/لماذا تظن ان البشر مهوسيين بالتقدم العلمي؟ هل تظن ان ازالة القيود الطبيعية أمر صائب؟
ان ذلك متعلق بالتقدم والتطور، نحن نحب التحديات ودائما نسعى لان نكون افضل . سأجعلك انت والقراء الاخرين من يقرر اذا كان من الصائب كسر القيود الطبيعية . أما الاجابة التي انا مقتنع بها هي ” ان ذلك يعتمد على امور معينة ” . سألت عالما عسكريا عما اذا كان يعتقد ان هذه التقنيات سيئة ام جيدة، وقال لي : “هل مضرب البايسبول جيد ام سيء؟ انه شيء جيد اذا كنت تستخدمه للعب البايسبول، اما اذا ما استخدمته في ضرب احد على رأسه فسيكون سيء، ان هذا يعتمد على طريقة استخدامك اياها ” .
وأقول بعد ذلك ان هناك كل انواع الاحتمالات السيئة التي يمكن ممارستها بهذه التقنيات. عندما كنت في الصين، كان يشارك معهد (بكين جينو ميكس) في هذا المشروع المثير للجدل وهو محاولة فك لغز جينات الذكاء . بعض الناس قلقين جدا من ان يتحول ذلك الى حلبة سباق شرس في علم الوراثة. قد سألت احدهم وقتها عن رأيه، فقال ” انا اعتقد ان لجميع الآباء والأمهات الخيار في جعل اولادهم بالذكاء الذي يودون ” سألته ان كان هناك أي احتمالات تزعجه ويخاف من وقوعها فقال ” نعم، مثلا عندما تريد ام طموحة بأن يتمتع طفلها بذكاء مثالي، وتقوم يمنحه ميول عدوانية فيكون بمنأى عن الايثار والتعاطف مع الناس، هذا امر مخيف حقا !”
س/لقد سبق وان قلت ان الكمبيوتر والتكنولوجيا الطبية قد تطورت الى حد انه يمكننا النظر الى جزيئات الاشياء وانه يمكننا اختراق الجسم . ما الذي سيحدث بعد ذلك، هل تعتقد ان ذلك سيستغرق خمسة، عشرا او خمسة عشر سنة او اكثر ؟
اود ان اجيب عن هذا السؤال بإخبارك عن الساق البشرية، انها بمثابة شبكة عملاقة من الينابيع . يوجد في جسم الانسان نفسه اكثر من 200 عظمة و350 مفصل و700 عضلة و 4 آالاف وتر ! وهناك المئات من ذلك كله في ساق الانسان . انها شبكة معقدة تقوم بجمع الطاقة وتتلاعب بها وتعيد تزويدها في كل مرة نسير فيها او نركض . وذلك يسمح لنا في كل مرة نخطو فيها خطوة جديدة باعادة استخدام اكثر من نصف الطاقة الناتجة عن الخطوة السابقة ! الان لدينا طاقة حاسوبية واستشعارية لتحليل كيفية ارتباط كل جزء من مكونات هذه الشبكة ببعضها البعض – كيف يمكن ان يؤثر تغير زاوية الساق على قوة تلامس الكعب بالارض، وكيف يتغير ذلك عند تحرك الركبة 3 سم للخلف . يمكننا وضع كل تلك المعلومات بشكل صيغ رياضية على شريحة الكمبيوتر، ومن ثم بناء جزء اصطناعي يتصرف بنفس طريقة تصرف تلك الساق البشرية مما سيسمح للناس بالسير مجددا بشكل طبيعي .
ولكن ليس لدينا حتى الان القدرة الحاسوبية والرقمية لفك شيفرة التفاعل بين المليارات من الخلايا العصبية في الدماغ والتي تتفاعل عدة مرات في الثانية الواحدة، او لمعرفة سر تفاعل بليونات النيوكليوتيدات مع العوامل البيئية . ان قدرتنا على فعل ذلك تتحسن مع مرور السنين، لذا لا اعلم بالضبط مدى سرعة الوصول لهذه التقنيات . هل سيستغرق 15-20 سنة يا هل ترى لفك شيفرة ” الاحاديث التي نفكر بها ” وتوصيل هذه الاحاديث الى خلايا ادمغتنا بحيث يمكننا جميعا التواصل عبر الانترنت فقط عبر التفكير ! يبدو ذلك غريبا ولكن هذا ما نطمح في الوصول اليه الان .
ان بعض الناس، مثل الملياردير بول ج.الين و بيتير ثايل هم اغنياء من القطاع الخاص ممن يمولون هذه الانواع من الدراسات والأبحاث، هل تعتقد ان الاذكياء من (وادي السيلكون )- وما الى ذلك – سيغيرون من مسار هذه المشاريع ؟ ان مساهماتهم كبيرة ومفيدة حقا ولكنها لا تزال اقل من الاموال التي تدعمنا بها الحكومة . بينما انها تساعد حقا في دعم البحوث الجانبية (الخارجة عن المحور الرئيسي ) وفي عمليات التنقيب المحفوفة بالمخاطر التي لا تمولها منحة الحكومة . فنرى ذلك في مجال الجهود والدراسات المبذولة لاكتشاف الهندسة البيولوجية للشيخوخة، وأيضا في مجالات تعزيز القدرات البشرية . يتم تمويل هذه الجهود التي كتبت عنها لمحاولة اختراع حبوب الذاكرة او”الفياجرا للدماغ ” من قبل الملياردير الستايروفوم واسمه كيت دارت .
كما يقدمون المنح للأكاديميين لدراسة ادمغة الاشخاص ذوي الذاكرة الفائقة . وهذا امر ليس من المرجح ان تموله المعاهد الوطنية للصحة لأنها لا ترمي الى استهداف الامراض .
س/هل تعتقد اننا بدأنا نشهد نهاية الامراض ؟
بعض الامراض وليس جميعها، أنا متأكد من اننا عندما نعالج الامراض القديمة، ستظهر لنا امراض اخرى حديثة . نحن نواجه الكثير من المشاكل التي لم تتواجد من قبل لأننا قد نجحنا في تمديد حياة البشر .
س/ولكن ماذا عن الامراض الخطيرة كالسرطان، كم نحتاج لنصل لعلاج له ؟
نعم بالطبع . حسنا نظريا يجب على جهاز المناعة البشري ان يكون قادرا على هزيمة السرطان، فهو مصمم لاكتشاف ما قد يهدد الجسم والأشياء التي لا تنتمي له، ثم يتعامل معها . والخلايا الليمفاوية في الاساس هي القوة الدفاعية من حراس الامن في الجسم والتي تعثر على التهديدات بالجسم وتقوم بإبطال مفعولها . عندما يصيبك السرطان، فان سبب ذلك فشل في جهازك المناعي، وعندما تكبر بالسن سيحصل لجسمك الكثير من التغيرات مما يجعل جسمك اكثر عرضة للإصابة في السرطان لانه من المرجح ان الطفرات تضعف الجهاز المناعي فتسبب السرطان .
ما زال الناس حتى الان يحاولون تعزيز الجهاز المناعي، وتقويته حتى يستطيع التخلص من السرطان ولكن النتائج كانت مختلفة . كان هناك دواء في السبعينيات والثمانينيات يدعى ” الانترفيون” واعتقد الجميع حينها انه الدواء الاعجوبة الجديد . ولكن تم اعطاءه للناس وحقق نتائج سلبية فقد هاجم جسدهم وجعلهم مرضى حقا . ثم في التسعينيات تم اكتشاف شيء يسمى ” نقطة التفتيش” والتي هي كقواطع التيار الكهربائي . ووجدوا ان انواع معينة من السرطانات لديها هذه الطفرات والتي تسمح لها بإيقاف فاعلية الخلايا اللمفاوية . لذا اذا كنت تستطيع ان تطور ” الاجسام المضادة ” في جسمك والتي تعمل عمل الغدد اللمفاوية ومنعها من الخمول فسيستمر جهازك المناعي في مهاجمة السرطان . كان شيئا مدهشا عندما اخترنا ذلك لاول مرة ما يقارب عام 2000 ، كان هناك 14 مريض بسرطان الجلد وكانوا على وشك الموت ولكن نجا ثلاثة من هؤلاء المرضى ولا يزالون على قيد الحياة حتى الان .
قد وجدوا الان سرطانات اخرى تحتوي طفرات والتي تؤثر على نقاط التفتيش المختلفة، وإذا حاولت الحفاظ على تلك النقاط وتحصينها فستموت تلك السرطانات حتما. لذا فالامر ذاته في التقنيات التي نطورها، فكلما طورنا تكنولوجيات جديدة لتحليل ومواجهة هذه المعركة التي تجري على مستوى الجزيئات، كلما وجدنا طرق جديدة للتغلب على بعض هذه الطفرات التي يستخدمها السرطان لتعطيل عمل الجهاز المناعي . لذا فان هذه المعركة –بين الجزيئات – التي عرفناها في الاونة الاخيرة ما هي إلا اكثر تعقيدا مما كان لدينا من قبل، ولكنها حقيقة مجدية وواعدة اكثر . لقد كبر تقدم علمي في مجال مكافحة السرطان منذ العلاج الكيميائي، كما انها حصلت على الكثير من الاهتمام في الولايات المتحدة وذلك لان جيمي كارتر، الرئيس السابق، اعلن انه سيموت مريضا من السرطان، ثم عولج من بعدها بعلاج مناعي ونجا منه .
[ وجدوا في شركة “دي كود”، طفرة لحماية الناس من مرض الزهايمر، وذلك عبر ايقاف الدماغ من تكوين مادة تتراكم في ادمغة مرضى الزهايمر – الان يحاولون صنع دواء للزهايمر من خلال تلك الطفرة ] س/لقد كتبت مؤخرا مقالا عن ازمة المواد الافيونية والحلول المحتملة بتصنيع عقاقير جديدة، يبدو ان هناك احتياطات كثيرة بين العلاج الذي سوف يتم تلقيه في عيادة الاطباء وبين الوجود النظري للعلاج المستقبلي . ما هو الجدار الذي سينهار برأيك للسماح لنا بالوصول لهذه التطورات والعلاجات؟
اتضح ان اكبر عقبة تواجهنا هي صعوبة تحويل بعض هذه التقنيات الى منتجات في السوق لأنه هناك نقص في التمويل، مما يبطئ من عملية تحويلها الى منتجات في السوق . ولكن اذا نظرنا الى ”هيو هير“ وتركيب الاطراف الصناعية، فمنذ بضعة اسابيع فقط اشترت شركة المانية ضخمة شركة هيو الالكترونية وتم توحيد شراء جميع انواع الاطراف الصناعية من الشركات المختلفة . هناك شيء تجارية في هذه المسألة بالتأكيد ولكن من شأن ذلك ان يزيد من خيارات الاحجام للأطراف الصناعية آملين ان يؤدي ذلك الى جعل هذه الاطراف الصناعية متاحة بشكل اوسع للناس .
اذا قام دونلاد ترامب بخفض الميزانية المخصصة لهذه الدراسات فذلك سيبطئ الامور كثرا في الولايات المتحدة . أشعر ان التكنولوجيا آخذه في التوسع بوتيرة معينة وسوف تستمر بالتوسع لذا فان التحدي الاكبر هو الحصول على التمويل الكافي لتوفير مثل هذه المنتجات في الاسواق . لقد حدث ذلك في الهندسة الوراثية فهي تنتقل تدريجيا للأسواق –وقد تم بالفعل الموافقة على العلاج الجيني الاول .
س/كيف تبدو هذه العلاجات الجينية ؟
تبدو بسيطة ولكنها مكلفة للغاية، انها تستهدف طفرات معينة في جينات منفردة . ولكن في الحقيقة ان معظم الامراض التي تتعامل معها تقوم على مجموعة من العوامل البيئية والطفرات الوراثية . الجميع يتحدث عن اختراع ” الكريسبر ” وهو تقدم هائل يتيح لنا القيام بتعديل الجينات . حيث يتم تنقيحها وتحسينها .ولكن انا اخمن اجابة اخرى لسؤالك حول العقبات التي توجهنا، فاحد اهمها هو التقدم التكنولوجي المستمر الذي ذكرته من قبل وأضيف على ذلك الهندسة الوراثية ايضا .
ذهبت الى شركة (ب ج ل) في شنزن/الصين، وكان لديهم تحليلات جينية متقدمة اكثر من أي مكان على هذا الكوكب . فيتكون كل جين من بلايين النيوكليوتيدات، لذا من اجل فهم كيف يتم تحديد سمة معقدة – كالذكاء مثلا، فعلينا ان نفهم كيف تتفاعل المئات من الجينات. ومن اجل القيام بذلك نحتاج لقوة معالجة الكمبيوتر، لانك تبحث في 3 مليارات جين لمعرفة ما الجين المسؤول منها عن الذكاء الفائق – وهذا يمتد الى المنطقة المثيرة من التحفيز الدماغي العميق وباستخدام الكهرباء للتأثير في وقت وكيفية عمل طاقة خلايا عصبية معينة في ادمغة الافراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية . بدلا من استخدام العقاقير والادوية التي توسع النواقل العصبية مثل السيراتونين، والتي تعتبر نتائجها غير مضمونة ايضا فهي اقل دقة بكثير.
س/اذا يجب على شركات الادوية ان تبذل قصارى جهدها لتحقيق بعض الارباح من هذا المجال ؟
حسنا هناك عدد من شركات الادوية في الولايات المتحدة، مثلا هناك شركة تدعى “آمجين ” وتقوم بعمل رائع حول الادوية في مجال علم الوراثة . اشترت آمجين مؤخرا شركة في ايسلندا تدعى ” دي كود” والتي تجمع اساسا معلومات عن علم الوراثة من سكان ايسلندا بأكملها . ان سكان ايسلندا متشابهين جدا بأحماضهم النووية، لذا عند النظر في الناس الذين لديهم مرض هناك فمن الاسهل بكثير العثور على الطفرات لان عندهم تنوع اقل في الجينات . لذا فهم يبحثون عن الناس حاملي الطفرات الجينية النادرة التي لها تأثير قوي ويحاولون استنساخها على شكل دواء . في شركة ” دي كود ” وجدوا طفرة لحماية الناس من مرض الزهايمر عن طريق وقف الدماغ عن انتاج مادة تتراكم في ادمغة مرضى الزهايمر . ويحاولون الان للوصول الى دواء لاستنساخ ذلك، وبما انهم يعرفون ان هذه الطفرات موجودة في ادمغة الناس فانهم ليسو بحاجة للقيام بأي اختبار عليها فهم يعرفون فعلا انه ليس لها تأثير ضار . اذا هذه كيفية تأثير علم الوراثة على انتاج ادوية جديدة .
س/لقد وثقت في كتابك عن تحول المفكر المشهور هيو هير، ارى انه استخدم قدرة 1.0 كيف تعتقد ان القدرة 2.0 و 3.0 ستبدو ؟
حسنا، يرى هيو انه آملا في انهاء الاعاقة، وقد تعاون مع روبوت لانجر، رائد الطب التجديدي، و مع واد بودين، احد مخترعي علم الوراثة، الى تأسيس ما اسموه ” مركز بيوتيكس” . في هذه المرحلة سوف يقومون بربط الاطراف الصناعية مباشرة بالجهاز العصبي بحيث يمكن ان يتحرك اصبع في الطرف الاصطناعي فقط من خلال التفكير . وايضا من الممكن ان يشعر ويحس اذا ما قمت بغمره في حوض استحمام دافئ! ربما تكون قدرة ذلك الطرف الاصطناعي 1.5 . بطبيعة الحال فأنا اعتقد ان الهدف النهائي هو اعادة انماء الطرف البشري . وهناك رجل ذكرته في كتابي يدعى مايكل ليفين يحاول فهم كيفية القيام بذلك تماما .
س/كيف ستبدو الاطراف الاصطناعية ذات القدرة 3.0 ؟
بيونكس عاجز عن الاداء الممتاز، ولكن احب ما قاله هيو هير ” انه في مرحلة ما في هذا القرن سيكون لدينا نوع من التنقل البشري الذي سيزيد من بيولوجيا الجسم ومن الحركة والمشي والرياضة . قال هير انه بعد خمسين عام، عندما تود الذهاب لرؤية صديقك فلن تحتاج للذهاب في صندوق معدني بأربع عجلات، ستقوم فقط بارتداء هيكل خارجي وسيوصلك الى وجهتك .
https://www.52-insights.com/adam-pi…

عن

شاهد أيضاً

حمل المراهقات في المملكة المتحدة يسجل مستوى منخفضاً 

ترجمة: سهاد حسن عبد الجليل  تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: أسماء عبد محمد   البيانات …

القضاء على الفقر المدقع في شرق اسيا ومنطقة المحيط الهادي 

ترجمة: سهاد حسن عبد الجليل تدقيق: ريام عيسى  تصميم الصورة: أسماء عبد محمد   في …