بما إن عمل الغدة الدرقية ضروري لتنظيم أيض الطاقة في الجسم, فإن العمل غير الطبيعي للغدة الدرقية قد يكون له آثار عميقة على مستوى السكر في الدم. كل من الزيادة والنقصان في الثايروكسين من الممكن أن تؤثر على مسار السكر, ولكن تأثيراتها مختلفة بطريقة ما.
فرط نشاط الغدة الدرقية (زيادة هورمونات الغدة الدرقية): الزيادة في الثايروكسين عادة ما تكون مرتبطة بتدهور التحكم بمستوى السكر في الدم وبزيادة الحاجة للإنسولين. إن العمل المفرط للغدة الدرقية يسبب زيادة في إنتاج الجلوكوز في الكبد, والامتصاص الزائد للجلوكوز من الامعاء, ويزيد من مقاومة الإنسولين (حيث لا يستخدم الجسم الإنسولين بشكل فعال). وقد يكون مهماً أن نعتبر هذا الخلل في عمل الغدة الدرقية سببا في الانخفاض غير المبرر للوزن, التدهور في مستوى الجلوكوز في الدم أو الزيادة في متطلبات الإنسولين. في بعض الاحيان قد يكون فرط النشاط في الغدة الدرقية سبباً في كشف مرض السكري عندما يكون غير ظاهر.
مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب, والكثير من الأشخاص المصابين بمرض السكري لديهم حالات قلبية مثل مرض القلب التاجي او النوبات القلبية. وبما إن فرط نشاط الغدة الدرقية يسبب زيادة مفرطة في معدل ضربات القلب ويزيد من الإيقاع غير الطبيعي لضربات القلب, كما إنه من الممكن أن يسبب ألماً في القلب, وقد يسبب زيادة في سوء النوبات القلبية أو قد يتداخل مع علاج قصور القلب, كما إن الزيادة الاضافية لخطر الإصابة بامراض القلب الاخرى.
عند عدم علاج فرط نشاط الغدة الدرقية فهي من الممكن أن تسبب اضراراً في العظام, تقود إلى تخلخل العظام (osteoporosis), او نحافة العظام, تخلخل العظام يوقظ خطر كسور العظام, ويجعل السقوط أكثر خطورة. الأشخاص المصابين بمرض السكر قد يكون لديهم أيضاً اعتلال عصبي محتمل والذي يزيد من خطورة السقوط نتيجة ضعف التحسس في القدم واحياناً خسارة الاستقبال العميق للأحاسيس, أو خسارة التحفيز الذي يبلغ الدماغ بأن جزءاً من الجسم في الفضاء, وبعلاقة مع أجسام أخرى. لذا فإن التركيبة بين فرط نشاط الغدة الدرقية والسكري, وبالأخص عندما يكون هناك اعتلال عصبي يزيد من احتمالية الكسور التي قد تؤدي الى العوق خصوصاً لدى الكبار في السن.
ضعف نشاط الغدة الدرقية (قلة افراز هورمون الغدة الدرقية). نادراً ما يسبب ضعف نشاط الغدة الدرقية تغييرات فعلية في مستوى السكر في الدم, لذا فهو من الممكن أن يقلل العوائق بوجه الإنسولين وبالتالي فيمكن تقليل جرعة الإنسولين. الأهم, إن ضعف نشاط الغدة الدرقية يكون مرفقاً بالعديد من الأعراض غير الطبيعية في مستوى الدهون في الدم. مما يشمل زيادة في الكولسترول والـ (LDL) (Low-density lipoprotein) ويزيد من مستويات الجلسريدات الثلاثي.
نمط الدهون غير الطبيعي هو أمر دائم الحدوث في السكري من النوع الثاني (انخفاض الـ LDL او الكولسترول الجيد او ارتفاع الجلسريدات الثلاثية والنسبة العالية لجزيئات الـ LDL الكثيفة والصغيرة) وعادة ما يصبح أسوء مع ضعف نشاط الغدة الدرقية وهذه التغيرات تثير خطراً إضافياً عالياً لأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الجلطات للأشخاص المصابين بالسكري.