قام العلماء برصد نجم يسمى يو إس 708 مغادراً مجرتنا بسرعة 4.3 مليون كم/الساعة (2.7 مليون ميل في الساعة)، وهي أعلى سرعة مغادرة تم رصدها على الإطلاق،وتعود سرعة يو إس 708 إلى حدوث انفجار مستعر أعظم بالقرب منه، ما يلقي الضوء على كيفية حدوث مثل هذا النوع من انفجارات المستعر الأعظم.
تم رصد نجوم ذات سرعة عالية، تساعدها سرعتها على التخلص من جاذبية المجرة، بشكل كاف لتسميتها بالنجوم فائقة السرعة (HVSs)، وفي العام الماضي تم اكتشاف عنقود نجمي كامل في طريقه خارج المجرة العملاقة إم 87، إلا أن يو إس 708 يبقى مميزاً لسرعة تحركه ولكونه نجم الهيليوم المدمج فائق السرعة الوحيد الذي نعلمه.
إن هذه القياسات الجديدة والتي تم نشرها في مجلة العلوم Science تثير الشكوك في النظرية السابقة والتي يتفق عليها الكثيرون عن أصل النجوم فائقة السرعة.
يشير مؤلف الدراسة إلى أنه “حسب النظرية المتفق عليها عن تسارع النجوم فائق السرعة، فهنالك نجم ثنائي يتم التأثير عليه من قبل ثقب أسود عملاق يقع في مركز مجرتنا، وقد تم فصل أحد المكونين لهذا النجم ليصبح نجماً فائق السرعة”، ويتفق العلماء على أن هذه النظرية تنطبق بشكل جيد على العديد من النجوم فائقة السرعة، التي تنتمي في أغلبها إلى مجموعة نسق أساسي.
ومع ذلك فإن النجم يو إس 708 لا تنطبق عليه هذه النظرية بشكل جيد، حيث أنه يعتقد أن النجوم تحتاج إلى نجوم مصاحبة قريبة جداً من أجل أن تتطور لتصبح مثل النجم الخافت الحار يو إس 708، وبالرغم من أنه من الممكن نظرياً لنجم ثنائي يتقارب مكوناه أن يتعرضا لأجسام أكثر ضخامة تعمل على طرد أحد النجمين بسرعة عالية بينما تبقي الآخر مكانه، إلا أنه أمر غير مرجح.
ومن جهة أخرى، فإن الفرضية البديلة لتفسير النجوم ذات السرعة الفائقة –حيث تكون السرعة نتيجة لموجة صدمة ناتجة عن انفجار مستعر أعظم قريب- تتناسب بشكل جيد جداً مع حقيقة فقدان أحد المكونين في نجم ثنائي، فإذا كان انفجار المستعر الأعظم من النوع الأول، الذي يعتقد أنه يحدث في أنظمة النجوم الثنائية القريبة التي يتم فيها أخذ الغازات مننجم مانح ومنحها لقزم أبيض، فإن المعلومات المتوفرة ستتناسق بطريقة جيدة.
قام الدكتور ستيفان غيير Stephan Geier من المرصد الأوروبي الجنوبي مع مؤلفين مشاركين بإجراء حسابات، عن طريق قياس حركة النجم يو إس 708 وتتبع مساره الذي قطعه، أشارت إلى أن النجم قطع قرص المجرة على الأرجح منذ حوالي 14 مليون سنة، ولم يأت على الأغلب من مركز المجرة، ويفترض العلماء بأنه كان مصاحباً لنجم قزم أبيض أكبر من شمسنا على الأغلب ومكون من الكربون والأكسجين.
كما يعتقد أن النجمين انتظما في مدارين لمدة 10 دقائق، الأمر الذي يعد مدهشا لغير علماء الفلك، إلا أنه يتلاءم مع الفترة المدارية للنجم الثنائي المكون من نجم هيليوم وقزم أبيض SDSS J065133+284423″” والتي دامت 12 دقيقة، إن مثل هذا الارتباط القريب مع نجم أكبر قد يؤدي بالنجم الخافت الحار إلى أن يدور بسرعة كبيرة، وقد قام فريق غيير بتقدير دوران يو إس 708 بـ 115 كم/ثانية، وهو دوران أسرع بكثير من دوران نجوم أخرى مشابهة لم يكن لها نجم مصاحب، إلا أنه لم يتم التنبؤ إلا بربع السرعة. يمكن تفسير الفرق من خلال نقل القوة الدافعة الزاويّة إلى النجم المصاحب السابق قبل الانفجار.
هذا ويشير العلماء إلى أن قوة دفع الثقوب السوداء تبقى التفسير الأرجح لمعظم النجوم فائقة السرعة، ولكنهم يفترضون أن يو إس 708 قد يخبرنا الكثير عن انفجارات المستعر الأعظم.
المصدر: هنا