——————————–
ترجمة: أمير ليث
مراجعة: زين العابدين علي
——————————–
نسب الاصابة بالسمنة و مرض السكري (نوع 2) في تزايد مستمر، اليأس لإيجاد وسيلة لمساعدة الملايين من الأميركيين لمعالجة مرض السكري والأنسولين في أجسامهم جعل الباحثون يقومون بأستكشاف القناة الهضمية للحصول على إجابات. اكتشف فريق من الباحثين من هولندا وأيطاليا كيف أنّ حامض الصفراء (و هو حامض يتم افرازه من غدة الصفراء التي تقع تحت الكبد) يمكن أنْ يُوقف حساسية الانسولين الذي يسبّب مرض السكري، حيث نُشرت اكتشافاتهم هذه في مجلة الأبحاث السريرية (Journal of Clinical Investigations).
يوجد في أمريكا ما يقارب (78.6 مليون) شخص يعانون من السمنة حالياً وهذا التعداد يزيد على الثلث من السكّان البالغين في البلاد. ترتبط السمنة بأمراض عديدة أُخرى تُهدّد الحياة كأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري (نوع 2) و بعض انواع السرطان.
مرض السكري هو سابع اكثر مسبب للوفاة في أمريكا ومن مجمل المصابين بالسكري (90%) مصابون بمرض السكري (نوع 2) منه وفقاً للجمعية الأمريكية لمرض السكري. المصابون بالسكري (نوع 2) يعانون من صعوبة في أنتاج أو استخدام الانسولين لموازنة الكلوكوز في الدم. في البدء يعمل البنكرياس أكثر من وقته الطبيعي و يعاني لتلبية مطالب الجسم العالية من الانسولين ليتعامل مع هذا الكم الهائل من الطعام غير الصحي و السعرات الحرارية الزائدة التي تدخل الجسم، وبمرور الوقت يفشل البنكرياس في تلبية مطالب الجسم وتدريجياً تُسبّب مستويات الانسولين المرتفعة أضراراً للعين والكُلية والاعصاب والقلب.
النظام الغذائي الصحي و ممارسة الرياضة بشكل مستمر قد يُساعد في تخفيف معاناة البنكرياس، لكن المريض عادةً يُوضع تحت نظام علاجي صارم مدى الحياة. احدى اسوأ مشاكل المصابين بالسكري (نوع 2) هو أضطرارهم للعيش مع التهابات مُزمنة في أنسجتهم الدهنية التي تحدث بسبب نوع من خلايا الجهاز المناعي تدعى (البلاعم الكبيرة) التي تزيد الحالة سوءاً بجعل أستجابة الخلايا الدهنية للانسولين أصعب و تعرف هذه الحالة بإسم (مقاومة الانسولين)، عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعّال، فأنّ مستويات السكر لا يُمكن أن تُنَظّمْ ويصبح الكبد غير قادر على معالجة هذه الحالة بشكل صحيح.
اكتشف الباحثون مستقبِلاً يمكن تنشيطه بالمواد الكيميائية في عصارة الصفراء ليقوم بقطع الطريق على هذه البلاعم الكبيرة. كان الاعتقاد السائد في الماضي أنّ حوامض الصفراء تساعد فقط في هضم الطعام في الامعاء الدقيقة لكن الدراسات الحديثة وجدت انها قد تدخل مجرى الدم و تعمل كهرمونات. المستقبِل الرئيسي (TGR5) الذي يقوم بحجب الاشارات التي تجتذب البلاعم المسببة للالتهابات كان قادراً ايضاً على تحفيز سيل من الخلايا قللّت كمية البلاعم الكبيرة التي تجمّعت و شكّلت هذه الكتلة المقاومة للانسولين. القدرة على علاج الالتهابات لا تتوقف على السكري (نوع 2) بل تفتح آفاقاً جديدةً من الاكتشافات لصناعة أدوية مضادة للسكري و السمنة.
في مؤتمر صحفي قالت أليسيا بيرينو (Alessia Perino) رئيسة الباحثين في هذه الدراسة و الباحثة في علم الوراثة في جامعة أمستردام “طبعاً نحن لا نريد أن نستعمل حوامض الصفراء في معالجة السكري لكننا عاكفون على ايجاد جزيئات تُحاكي تأثير حوامض الصفراء و قد اكتشفنا العديد من الجزيئات الصغيرة القادرة على فعل هذا”.
المصدر: هنا