قد يكونّ العالم في مكان مظلم في الوقت الراهن، لكن العلم يوفر الكثير من النور لمحاربة الظلال. لنأخذ حالة طفلتين قد أنقذتا من لوكيميا مستعصية غير قابلة للشفاء، فالشكر لعلاج التعديل الجيني، لم تعد حياتها مختصرة قصيرة.
كما ورد في مجلة ( Science Translational Medicine) فريق أوربي أبلغ أن طفلتين بعمر 18 و12 شهرًا قد بقيتا خاليتين من السرطان بعد أن تم علاجهما بطريقة مبتكرة. في هذه الحالة، كان العلاج هو خلايا دم بيضاء مهندسة جينيًا لإعطائها القدرة على أستهداف الخلايا السرطانية بفعالية.
وتشير الورقة البحثية للفريق ألى أن ( الأنبعاثات الجزيئية تحققت بعد 28 يوم في كلا الطفلتين) وهي فترة زمنية قصيرة للغاية. في الوقت الحاضر، لم تظهر الطفلتين أي مؤشرات لسرطان الدم اللمفاوي الحاد الذي كانتا مصابتان به.
بدون العمل الشاق للفريق في كل من مستشفى لندن جريت أورموند ستريت وسليكتس وهي شركة فرنسية للتكنولوجيا الحيوية (London’s Great Ormond Street Hospital and Cellectis) فإن هاتين الطفلتين الصغيرتين لن تكونا على قيد الحياة اليوم.
وقد أستخدمت هذه التقنية من قبل مختلف شركات الأدوية، ولكن خلايا الدم البيضاء المهندسة كانت تستخرج من المرضى الذين هم أنفسهم يخضعون للعلاج. في هذه الحالة، تم أخذ الخلايا القاتلة من متبرعين أصحاء ومن ثم تم هندستها جينيًا لمهاجمة الخلايا السرطانية في المرضى الصغار.
على الرغم من أن هذا يمكن أن يجعل جهاز المناعة في الطفلتين يتفاعل سلبًا ويدمر خلايا الدم البيضاء الغريبة التي حقنت في جسديهما، ولكن لم يكن الحال هكذا – على الأقل في البداية.
بالفعل لاحظ الفرق أن المريضة الأولى كان لديها رد فعل مناعي سيء تفاعل ضد العلاج بعد شهرين من حدوثه، ولكن بعد دورة من الستيرويدات وزراعة نخاع العظم، فالطفلة الأن بصحة جيدة.
أحد الأسباب في أختبار هذه الطريقة الجديدة على هاتين الطفلتين هو أن الأطفال الصغار جدًا لا يمتلكون الكثير من خلايا الدم البيضاء. لذلك فأخذ خلايا الدم البيضاء منهم بأي طريقة سيضعف جهازهم المناعي ألى نقطة خطرة.
حقيقة أن تقنية النقل هذه تبدو فعالة تشير أن إمكانية أن يكون هذا العلاج عالمي. علاج فعال لكل المتبرعين بغض النظر عن العمر أو نسبة قوة الجهاز المناعي. هناك حاجة ألى المزيد من العمل للتأكد من أن الطريقة تعمل على الأخرين، بما في ذلك الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، ولكن هذه التجربة حتى الآن تبدو أن تكون ناجحة بشكل لا يصدق.
ويأتي السرطان في مئات من الأشكال، ولكل منها طرق التسلل بعيدًا عن جهاز المناعة لدينا لأفساد أجسامنا. وإن كان هناك تصاعدًا في وسائل فعالة ومبتكرة لعلاج السرطان، فإنه لا يزال بلاء.
ومع ذلك، كما يظهر هذا البحث، قد يكون المد تحول.
المصدر: هنا