تمكن عالمان اسرائيليان من تحقيق تقدم علمي في مجال علاج الإيدز. البروفيسور إبراهام لويتد والبروفيسور آساف فريدلر من الجامعة العبرية في القدس، توصلا إلى تقدم علمي في سبيل القضاء على فيروس الإيدز، معلنين أنهما سيبدءان التجارب الحقيقية على البشر خلال ثلاثة أشهر.
عندما يصاب شخص بالإيدز، فإن فيروس نقص المناعة المكت…سبة يدخل إلى خلايا الدم ويبقى مستتراً. الأطباء لا يعرفون متى يمكن أن يبدأ بنشاطه أو متى يمكن أن يستنسخ نفسه.
الجهاز المناعي للإنسان ينتج خلايا دفاعية تسمى CD4 تعمل على تخليص الجسم وتنظيفه من الأجسام الغريبة التي تدخله، ولكن عند الإصابة بفيروس الإيدز فأن هذه الخلايا تتعرض لغزو من قبل هذا الفيروس. وبعبارة أخرى، تتعرّض خلايا CD4 لهجوم الفيروس نفسه الذي تحاول مقاومته، ألا وهو فيروس الإيدز، وهنا تكمن معضلة الإيدز بتدمير الجهاز المناعي للإنسان، حيث يصبح المصاب معرضاً لجميع الأمراض بدون رادع، ومجرد زكام بسيط لن يستطيع التخلص منه وربما سيميته.
يدخل الفيروس للخلية ويسيطر على DNA نواة الخلية، ثم يصنع نسخة عن نفسه من المواد التي تكوّن الـ DNA في الخلية. تختبىء بعد ذلك النسخة نفسها في DNA خلية CD4. لذا يبدو DNA الخلية سويّاً وسليماً تحت المجهر مع أنه بات الآن مختلطاً بـ DNA فيروس الإيدز. وعندما يختبىء فيروس الإيدز بأمان داخل DNA الخلية، يستطيع أن يفعل شيئاً من اثنين. يمكن أن يبقى سابتاً في الخلية، أو يمكن أن يتحكم بـ DNA الخلية ويستخدم آلية الخلية لصنع نسخ عن نفسه. ولصنع النسخ، يستخدم بروتيناً يُدعى الناسخة العكسية. وعندما يبدأ بالتكاثر، يصنع آلافاً من فيروسات الإيدز الجديدة. ثم تغادر هذه الفيروسات الجديدة الخلية وتدخل خلايا CD4 أخرى، ويتكرّر الأمر نفسه ثانية. ويعتقد بعض العلماء أن الفيروس يصنع مليار نسخة من نفسه كل يوم.
ما الحل إذاً؟ العالمان الإسرائيليان يعتقدان أن الخلايا المصابة بالفيروس يمكن قتلها بدون أن يشكل هذا ضرراً على باقي الجسم، وبذلك يتم منع إنتشار الفيروس. ولكن كيف يتم هذا؟ بدلاً من نسخة واحدة من DNA الفيروس التي تدخل الخلية المصابة، العديد من النسخ التي تم تطويرها مختبرياً سيتم إدراجها داخل الخلية، مما سيؤدي إلى تفعيل التدمير الذاتي للخلايا.
وهذه النسخ المطوّرة (الببتيدات) هي عبارة عن سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية والتي تقوم بهذه العملية. هذه الببتيدات، أُختبرت على الخلايا البشرية المصابة بالفيروس والنتائج كانت مبشرة. فخلال أسبوعين من العلاج، لم يكن هناك أي علامة لـ DNA الفيروس أو الخلايا المصابة، والفيروس لم يظهر حتى بعد أسبوعين من أنتهاء العلاج. وعن طريق ذلك استنتج الباحثين أنه ليست فقط يمكن إيقاف الإصابة بالفيروس، بل يمكن تدمير الخلايا المصابة أيضاً.
في العقود السابقة، كان يتم معالجة حاملي فيروس الإيدز عن طريق خليط من المخدرات يعمل على تأخير عملية إنتشار الفيروس في جسم المصاب، وكنتيجة لذلك تحول الفيروس من مرض فتاك إلى مرض مزمن، مما يعطي فرصة للمصابين للتعايش مع الفيروس، ولكن هذا قد لا يدوم، فبعد الأعتياد على هذه الأدوية سيقوم الفيروس بتطوير نفسه وإنتاج أجيال جديدة لا تتأثر بهذه الأدوية.
نتائج الأبحاث نشرت في مجلة (أبحاث الإيدز) و(ثربي جورنال) لكن العديد من العلماء أعربوا عن تحفظهم العلمي قائلين “إنها ليست تطوراً مهما”.
لكن باتريك ليفي (50 عاماً)، المدير التنفيذي الأول لفرقة العمل لمكافحة الإيدز في إسرائيل، وهو من حاملي المرض منذ 28 عاماً، عبر تفاؤله بالقول: “هناك دائماً تقارير عن تقدمات علمية، أنا أحاول أن لا أتوقع أكثر من اللزوم حتى لا يخيب أملي.” وأضاف: “هذه المرة يبدو أنه لدينا تقدم مثير. إذا وصل إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر، لدينا بالتأكيد تطور مثير والأخبار حقيقية.”
المصدر: هنا