قمت بالكثير من الأخطاء. لكني كنت مخطئاً ربما لما يقارب نصف الوقت، وقد أكون مخطئاً فيما يخص ذلك.
غالباً ما نسارع إلى تحديد أخطاء الآخرين، ولكن إذا فقدنا فرصة ارتكاب أخطاء نفقد فرصة للتعلم. وهذه واحدة من المشاكل التي تواجه نظام التعليم، وهي مسألة تمت مناقشتها في مقال نشر مؤخراً من قبل خبير التعليم Peter DeWitt بيتر ديويت. يقوم المعلمون بإعطاء الأجوبة للطلاب بدلاً من السماح لهم بمعرفة الجواب، وعندما لا تتاح لهم الفرصة لاكتشاف الأجوبة وربما أن يكونوا مخطئين فهم لا يتعلمون.
يقول John Hattie جون هاتي، وهو باحث بارز في التعلم المرئي، أن واحداً من أكثر البيئات إيجابية لتعزيز التعلم والاستيعاب هي عندما: “نرحب بالأخطاء والصواب كفرصة للتعلم”. فخلق ثقافة في الفصل الدراسي لقبول الإجابة الخاطئة بدلاً من تجاهلها سيكون أفضل شيء يمكن القيام به من قبل المعلم.
ويدافع Lawrence Krauss لورانس كراوس بحماس عن أن فكرة تعليم الحقائق وتعليم التفكير النقدي ليست هي الأشياء نفسها على الإطلاق.
إن لم تسقط عن الدراجة، لن تستطيع العودة لركوبها بشكل صحيح مرة أخرى أبداً. فجزء من الدرس الذي نتعلمه عند اكتساب مهارات جديدة هو أن علينا أن نقع بالأخطاء قبل أن نقوم بها بشكل صحيح. حيث يمكن لأي شخص حاول التعلم على آلة ما أن يقول لنا ذلك. فعزف العلامات الخاطئة يعلمك من خلال الصبر والقبول كما العزف على العلامات الصحيحة. هذا هو الحال مع المدرسة، فبذل الجهد للحصول على إجابة خاطئة يتطلب منك العودة لركوب الدراجة مرة أخرى أوالتقاط الغيتار والمحاولة مرة أخرى. فما تعلمته ليس مجرد مهارة جديدة أو مفهوم جديد. بل القدرة على التعلم أي المرونة حيث أن قليلاً من الفشل لن يقتلك.
يسمي الباحثون في University of Pennsylvania جامعة بنسلفانيا هذا الأمر “الغربلة”. فهي وسيلة لقياس قدرة الفرد في الوصول إلى الأهداف طويلة الأمد ومدى سرعة التعافي من النكسات. فإذا قمنا بتعليم الأطفال أن الخطأ هو في حد ذاته خطأً، ونقدم لهم إجابة بدلاً من ذلك، نحرمهم من فرصة لتطوير السمة التي غالباً ما تتنبأ بالنجاح في الحياة.
فالوقوع في الخطأ هو فعل ذكي. وكوننا مخطئين أمر صحيح. هذه هي الطريقة التي يجب أن نتعلمها، فهي ستحدد لنا كيفية التعامل مع قضايا الحياة الأكبر خارج المدرسة، ولاحقاً في الحياة.
ارتكب التعليم خطأ في الطريقة التي يتعامل بها مع هذه المسألة، لكنه ربما يمكن أن يتعلم من أخطائه. ولكن، ربما قد أكون مخطئاً أيضاً.
المصدر: هنا