كيف تتعلم التفكير النقدي؟

ترجمة: رعد طالب
تصميم الصورة : حسام زيدان

ويليام. ر. كليم
قد يعتقد البعض انك يجب ان تكون ذكياً لكي تفكّر تفكيرا نقدياً، لكن العكس هو الصحيح، فالنتيجة الطبيعية للتفكير النقدي هو ما يجعلك ذكياً. بالتالي، هل يمكن الافتراض ان بإمكان المرء تعلّم التفكير النقدي ليصبح ذكياً؟ هذا ما اعتقده، وآمل ان تظهر لك المقالة تلك كيف يمكن ان نصبح اكثر ذكاءاً من خلال تعلّم مهارات التفكير النقدي.

عوّد نفسك على التفكير النقدي

عندما تقرأ كتاباً او مقالاً ما او تستمع لمتحدث ما، كن اكثر انتباهاً لما يُطرح امامك، أطرح الاسئلة عما تقرأ أو تستمع، تعلّم وابحث عن الاخطاء الشائعة في التفكير.
لسوء الحظ، فإن معظم البالغين لا يدرسون المنطق حتى في الكليّة. فالمقررات المنطقية تكون اختيارية في الكليات ويتم تقديمها بصورة مربكة من خلال المقترحات والمعادلات. فالصورة العامة للمنطق يمكن ان تكون كافية لهكذا مقررات.
سأقدم لكم الان قائمة باخطاء التفكير الشائعة والاكثر خطورة:

الاحتكام للسلطة او الاجماع:

هو محاولة تبرير الاستنتاج من خلال الاعتماد على رأي السلطة او على أساس عدد الذين يحملون نفس الرأي.

الحجة الانتقائية:
تسمى ايضا “اقتطاف الكرز” تشير هذه المغالطة الى ان من المفيد عادة تضمين المواقف المعارضة عند تقديم الحجج لدعم الموقف حتى عندما تكون خاطئة على الاطلاق.
المنطق الدائري:
يتم استخدام فرضية او استنتاج من نفس الحجة كتدعيم للحجة . يحدث ذلك عندما تكون الادلة مفقودة او ملوثة.

تحيز الانحراف المعرفي:

التمسّك بحزم بوجهة نظر مفضلة او حجة ضمن موقف معيّن حتى عندما تكون هناك امكانيات اكثر إثماراً. على سبيل المثال حتى اساتذة الشطرنج يتمسكون بمقامرة راسخة وان كان هناك تكتيك افضل .

الارتباط المربك مع السببية :

يؤكد البعض انه عندما يحدث شيئين معاً –خصوصاً عندما يحدث الامران معا او على التوالي- فأن احدهما يُسبب الاخر، هذا التأكيد يتم دون ادلة اخرى اكثر مباشرة على السببية . ان هذا الافتراض ليس له ما يبرره حيث يمكن ان يكون سبب الحدثين شيء اخر. مثال: المطر والبرق يحدثان بالتتابع رغم ان احدهما لا يسبب الاخر بل سببهما شيء اخر.

ارتباك الحصرية:

عدم الاعتراف بعناصر التوافق في افكار او حقائق متضاربة كما تبدو من اول وهلة.
التماثل الخاطئ:

شرح فكرة مع قياس لا يوازيه، كما هو الحال بمقارنة التفاح بالبرتقال . ففي حين ان التشبيهات والاستعارات هي ادوات خطابية قوية فهي لا تعادل ما تشير اليه.

القفز للاستنتاجات:

استخدام القليل من الحقائق لاستنتاج نهائي. والحالة الاكثر شيوعا هي عدم النظر للبدائل، والسبب المصاحب لذلك هو الفشل في التساؤل واختبار الافتراضات المستخدمة للتوصل للنتيجة.

الافراط في التعميم:

الافتراض ان ماهو صحيح لاحد ما هو صحيح بالنسبة للاخر. مثال: يدّعي بعض العلماء الدارسين للارادة الحرة ان عملية صنع القرار من خلال الضغط على زر معين في تجربة مشابه لاتخاذ قرارات اكثر تعقيداً.

تعلّم استراتيجيات محددة

كُن على بينة من تفكيرك، اشرح لطلبتك ضرورة التفكير في “كيف يفكرون”. هذا هو ما يسمى التأمل. يجب ان تكون على بيّنة من الاشياء وان تكون يقظا ومنتبها للتحيزات، والحالة العاطفية، واستكشاف خيارات التفسير، والحجة الذاتية.
لذا، يجب ان تتدرب على التركيز، ففي عالم اليوم المتعدد المهام ، فان الطلاب عادة ما يفتقرون الى التركيز فهو يُصرف بسهولة. فالطلاب لا يستمعون جيدا وهم ليسوا فعّالين في استخراج المعنى مما يقراونه.
يجب ان تستخدم المنطق القائم على الادلة، ولا تخلط بين الراي والحقيقة. عندما يدّعي الاخرون مسالة ما، طالبهم بالادلة الداعمة، كما يجب ان تبحث عن الادلة العكسية التي تم حذفها.
يجب ان تتعلم كيفية قراءة ما هو مفقود في المحادثة او القراءة، فقد تكون النقاط الاكثر اهمية هي النقاط التي لم تذكر، خصوصا عندما يجاول شخص ما اقناعك بوجهة نظره.
على الاستاذ طرح الاسئلة وتجنب تقديم الاجابة الخاصة به، فقد كان احد اساتذتي في نوتردام يبني دورة كاملة على اساس هذا المبدأ. ففي كل مهمة قراءة يطلب من الطلاب طرح سؤال استفزازي ومن ثم يطلب من الاخرين كيفية الاجابة عنه، ومن ثم يناقش الطلاب فيما بينهم اجوبة بعضهم البعض. تطوير هذا كعادة للتفكير شوف يضمن انك ستصبح مفكرا بصورة نقدية اكثر وستعرف المزيد، وستوفر قدرا من التنوير للاخرين الذين تتفاعل معهم.

المصدر هنا