الرئيسية / طب / تدريباتُ التواتر العالي الكثافة والأثر الإيجابي لـممارستها في أي مرحلةٍ عمرية

تدريباتُ التواتر العالي الكثافة والأثر الإيجابي لـممارستها في أي مرحلةٍ عمرية

ترجمة: زينب عبد محمد
تصميم: إبراهيم الساكني

كشفت دراسة جديدة اجريت على الفئران بان اداء تدريبات التواتر العالية الكثافة قد يساعد الاشخاص و على اختلاف اعمارهم ليصبحوا اكثر صحة . و تضمنت الدراسة ركض الفئران على الة الجري وعلى الرغم من اجراءها على القوارض بدلا من البشر ؛ اوضحت النتائج امكانية تادية الفئران الكبيرة بالسن لتمرين التواتر العالي الكثافة . حتى و انا كانت ضعيفة البنية و تدربت لعدة دقائق فقط خلال الاسبوع.

لقد اكتسب تدريب التواتر العالي الكثافة اهتماماً ملحوظاً في السنين الاخيرة بين العُلماءِ المختصينَ بعلمِ التمارين الرياضية و الاطباء . و لممارسة هذا التمرين عليكَ ان تقوم بتاديةِ عددٍ معينٍ من التكررات لتمارين عالية الشدة و لفتراتً قصيرة يَفصلُ بينها اداء تمارين منخفضة الشدة و لفترات زمنية طويلة.

انَ قصر مدة هذا التمرين هي عاملُ الجذب الاساسيَ الذي يشجعنا على ممارسته . حيث لا تستغرقُ مدةَ تاديةِ تدريب التواتر العالي الكثافة اكثرَ ِمن 15 دقيقيةً متضمنةً الاحماء و تمارين تهدئة الجسم و لقد اثبتت دراسات عديدة من انه و بالرغمِ من قصر المدة المطلوبة لاداء هذا التمرين الا انه يُعود بفوائدٌ على مستوى اللياقةَ و الصحةَ اكثر من تلك التي يمكن الحصول عليها من التمارين المتوسطة او المطولة و التي تستمر لساعةٌ او ساعتينِ.

و بالرغم من ذلك رَكزت اغلب الدراسات على الفوائد التي يحصلُ عليها البالغين الاصحاء و الذين عادةً ما تكون اعمارهم تَحت سِن الخمسين من ممارسةِ هذا النوع من التدريبِ الرياضيَ .ولقد اجُريت في هذا الصدد دراسة واحدة في اليابان و هي لا تزال مستمرة ليومنا هذا . و تطوعَ لاداء هذهِ الدراسة بالغين تتجاوزُ اعمارهم 55 عاماً حيثُ ادى المتطوعون تمرين مشيٍ متواتراً عاليَ الكثافةِ و الذي تَضمن المشيَ بصورةٍ سريعةٍ لمدةِ ثلاث دقائق و من ثم المشي لثلاث دقائق اخرى و لكن بصورةٌ بطيئةٌ و لقد لُوحِظ وجود تحسن في قدرةِ التحمل و نسب ضغط الدم لدى كلٍ من المشتركين الرجال و النساء بدرجةٍ عاليةٍ مقارنة بالمشي بصورة معتدلة و لنفس المدة الزمنية.

بيد ان الدراسة كانت قد ركزت على تأدية بالغين اصحاء لنوعٍ خفيفٍ من تدريب التواتر العالي الكثافة الا و هو المشي . الامر الذي يتركُ كثيراً من الاسئلةِ الغيرَ مجابةٍ حولَ إذا ما سوف يستطيع الاشخاص الاكبرُ سناً و الاضعفُ جسدياً من اكمالِ التمرين بصورةٍ ناجحةٍ و تحقيق مستوى جيداً من الاستجابةِ الجسديةَ.

تضمنت الدراسةُ الجديدةَ التي نُشِرت في الشهرِ المنصرم في مجلةِ عَلم الشيخوخةِ و التي استخدمَ فيها باحثون في جامعةٍ في بافلوا مجموعةً من الفِئران الكبيرةِ السن و الضعيفة لتأدية تمرين ركضٍ عاليَ الشدةَ . حيث بدأ الباحثين في جمع الفئران ذاتَ العمر المساوي لعمر 65 عام عند البشر . و لقد كانَ الفئران ذوي مستوى نشاطٍ منخفضٍ ولمعرفةِ ذلك قام الباحثون بقياس مستوى النشاط استناداً لمقياسٍ عدديٍ صُمم لمعرفة النشاط لدى البشر و الذي يتعلق بامورٍ كالوزنِ و القدرةِ على التحملِ و القوةِ و كميةِ الحركةِ التي يقومُ بها الحيوان .
و بعد اختبار مستوى الصحة و اللياقة البدنية للفئران قام العلماء بتقسيمهم الى مجموعتين مع إبقاء المجموعةِ الأولى على ممارسةِ اسلوبِ حياتها الكسول و خضوعِ المجموعة الثانية لبرنامجٍ تدريبيَ يتمحورُ حول تدريب التواتر العالي الكثافة و الذي قام فيه الفئران بالجريَ على اجهزةِ مشيٍ صغيرةَ الحجم . و من الجدير بالذكر ان الفئران و حتى الكبيرة منها تُحب الجريَ عادةً و لكن ان سُمِح لها بالتحركِ وفقاً لوتيرتها الخاصة فستكونُ سرعتها معتدلةٍ و لهذا السبب قام العلماء برفعِ سرعةِ الجهاز و تغيير عداده للنظامِ الجبليّ لجعل الفئران يتدربون بجهدٍ أكبرٍ.

حيثُ سيركضَ الفئران لمدةِ دقيقةٍ واحدة على إلاعداد الجبليَ متبوعةً بدقيقةً من المشيَ و ستكرر هذه العملية اربع مرات على مراحلَ متقطعة . و لقد قام العلماء بتخفيفِ السرعة عند ملاحظةِ اي تعبٍ الامرُ الذي جعلَ التمرين مرناً مع الاحتفاظ بالشدةِ العالية.

و لقد تمت تأدية التمرينِ ثلاثَ مراتٍ في الاسبوع و لطوالِ اربعةَ اشهرٍ , اي ما يعادلُ الثمانِ سنواتٍ في حياتنا حسب ما قاله الدكتور بروس ترون Bruce Troen البرفسور في الطب و رئيس قسم طب الشيخوخة في جامعة في بافلوا الذي اشرفَ هو و زميله كينيث شيلدون Kenneth Seldeen على اعدادِ الدراسةَ الممولةَ من قِبل وزارة شوؤن المحاربين القدامى.

و لقد لُوحِظ اكتساب فئران المجموعةِ الثانية الخاضعة للتمرين للياقةٍ عاليةٍ أما المجموعة الاولى فقد ظهرت عليها علاماتُ التقدمِ بالسن اكثر مما كانت عليه قبل اربعةَ اشهرٍ حيثُ انخفضت كل من كتلتها العضلية و مستوى القوة و ضعفت قدرةُ التحملِ لديها بالاضافة الى تحركها بصورة بطيئةٍ و نادرةٍ . في حين بدت الفئران الغاضعة لتدريب التواتر العالي الكثافة اكثر شباباً و قوةً عما كانت عليه في بداية الاختبار . و الدليل على ذلك هو عند محاولة الباحثين سحب الفئران للوراء اصبحت الاخيرة تتعلقُ بالقضبانِ المعدنيةِ لمدةٍ اطولَ عما كانت عليه في بادئ الامر ناهيكَ عن اكتسابها قدرةُ احتمالٍ عاليةً و كتلةً عضليةً أكبرَ في الارجلِ الامرُ الذي مكن الفئران من الركضِ بصورةٍ اسرعَ.

و لعل أهمَ ما في الامرِ على حدِ قول الدكتور ترون “لقد استطاعت هَذه الفئرانُ و بالرغمِ من كُبر سنها ممارسةَ التمرين و لم تستسلم ”
و يضيفُ الدكتور في هذا الشان موضحاً بانه ليس من الضروريَ ان تعكُس قدرات الفئران قدراتنا نحنُ البشر لذا فهو ينصح من يود او تود ممارسة تمرين التواتر العالي الكثافة من الكبارِ بالسن استشارةَ الطبيب أولاً و البحث عن نوادي رياضية تُقدم برامجَ تدريبيةً مناسبةً للكبارِ في السنِ و تحتَ إشرافِ مدربينَ مختصين في تمارين الشيخوخةِ.

و مما تجدرُ الاشارةَ اليه الى ان الدراسة لم تقارن تمرينَ الشدة المتقطع مع نوعٍ اخرٍ من التمارين و لهذا فلا يُمكن الجزم تماماً بأنهُ قد تكون لهذه التمارين فوائدَ أكثر مقارنةٍ مع المشيِ لمسافاتٍ طويلةٍ على سبيل المثال . و لكنها تتميزُ بفائدةَ خاصةٍ بها و هي الانتهاءُ سريعاً من التمرين حسب قول الدكتور Bruce Troen.

 

المصـدر:-

The New York Times

عن

شاهد أيضاً

هل فايروس كورونا ( الكوفيد-19) اسوأ من الإنفلونزا الموسمية؟

ترجمة: حيدر سعدون تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: أسماء عبد محمد   في خضم التغطية …

فوسفات الكلوروكين قد تساعد في علاج فايروس كورونا

تجارب سريرية تجرى لتحديد عقاقير فعالة لعلاج فايروس كورونا الجديد .   ترجمة : سهاد …