قام باحثون بربط لقاحين جديدين لعلاج مرض الإيدز مع دواء يستخدم للعلاج من مرض السرطان
العلاج الجديد تمكن و بنجاح في إيقاف إنتشار مرض الإيدز في خمسة مرضى، رافعاً من الآمال في إمكانية إيقاف هذا المرض بدون الحاجة إلى الأدوية اليومية
قام باحثون من مؤسسة IrsiCaixa لأبحاث الإيدز في برشلونة من دمج لقاحين مبتكرين مع دواء يستخدم للعلاج من مرض السرطان في سلسلة تجارب استمرت طوال ثلاثة سنوات.
نتجت عنها عدم رصد أي وجود لفيروس نقص المناعة البشرية في خمسة مشاركين في هذا البحث من أصل أربعة وعشرين مشترك، حيث توقف انتشار هذا الفيروس بواسطة جهاز المناعة الذاتي لديهم، و أحد المشاركين توقف عن أخذ العلاج تماماً لفترة سبعة أشهر.
قائدة فريق العلماء الباحثين الدكتورة Beatriz Mothe تقول أن فريقها كان على المسار الصحيح من أجل تطوير علاج يمكن أن يقدم بديلاً عن الأدوية المضادة للفيروس القهقري antiretroviral medication (ART).
وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة أن نصف أو أغلب الثمانية عشر مليون مصاب بمرض الإيدز في العالم يأخذون الأدوية المضادة للفيروس القهقري من أجل إبطاء عملية انتشار الفيروس.
لكن المشكلة في هذه الأدوية انها باهظة الثمن وتسبب أعراض جانبية، ويجب أن يتذكر المرضى أن يأخذوها بصورة يومية مدى حياتهم.
يقول المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن لقاح الإيدز Mitchell Warren، أن الدراسة تمت على معيار صغير لكن نتائجها مثيرة ومهمة ، وأضاف بأن العلاجات الطويلة المدى والتي لا تتطلب تناول حبوب الأدوية بصورة يومية يمكنها أن تسرع في جعل 37 مليون شخص مصاب بالإيدز بأن يكونوا غير معدين ولا يحملون أعراض هذا المرض، وهذا أمر جيد من أجل تقويضه والحد من مرض الإيدز عن أن يكون مرضا وبائيا.
كما تحدث السيد وارن للأنديبندنت قائلاً، أن هذا اللقاح كان مثالا للأشخاص المصابين بالمرض، يختلف عن التطعيم الوقائي ضد الأمراض مثل الشلل و الحصبة و النكاف، وأن الفكرة من جعل لقاح علاجي أن يمكن من التحكم و الحد من فاعلية هذا الفيروس من دون الحاجة إلى تناول حبوب الأدوية يومياً، يعتبر فرصة عظيمة.
قام فريق الدكتورة Mothe بإعطاء المرضى المصابين حديثا بفيروس نقص المناعة البشرية لقاحان مصممان لتحفيز إنتاج خلايا كريات الدم البيضاء والتي بإمكانها أن تميز و تحطم الخلايا المصابة بالفيروس في الجسد.
أستمر المشاركون في التجربة في أخذ الأدوية المضادة للفيروس القهقري لمدة ثلاثة سنوات، ومراقبة استجابة مناعتهم من قبل الباحثون.
وتم إعطاء خمسة عشر مشارك في التجربة جرعة محفزة من أحد اللقاحين مع دواء علاج السرطان يدعى romidepsin, الذي أظهر قدرته على طرد فيروس الإيدز من الخلايا التي يوجد فيها خاملاً.
سرعان ما انتشر الفيروس بعدما عاد في عشرة مرضى، اللذين استمروا بأخذ الأدوية المضادة للفيروس القهقري ولكن خمسة أشخاص منهم تمكنوا من كبح انتشاره وجعله غير مرصودا في الفحص، بمعنى آخر إنهم لم يحتاجوا لأخذ العلاج اليومي لعدة أسابيع و في حالة واحدة استمر لفترة سبعة شهور.
وفقا لمجلة New Scientist، في عام 2015 كانت تكلفة تزويد الدول المحدودة والمتوسطة الدخل بالأدوية المضادة للفيروس القهقري تكلف 19 مليار دولار، هذا يعني بأمكان أدخار الكثير من الأموال لو تمت بحوث أخرى بنجاح.
وفقا لمؤسسة Terrence Higgins Trust يوجد أكثر من 100,000 مصاب بمرض نقص المناعة البشرية في المملكة المتحدة.
المصـدر:- هنا