——————————-
بقلم: مارتن شتلورث
ترجمة: أثير العطار
تدقيق: فاطمة القريشي
——————————–
النموذج الفكري العلمي، في أوسع معانيه هو إطار عمل يحتوي كل وجهات النظر المقبولة بخصوص موضوع ما، أو إنه هيكل للإتجاه الذي يجب أن يتخذه البحث العلمي وكيفية إجراءه.
أقترح توماس كون بأن يُعرف النوذج على إنه “الممارسات التي تعرف فرع علمي في فترة محددة من الوقت” كما اقترح ايضا النماذج العلمية غير المترابطة والمعتمدة على الثقافة. على سبيل المثال، فأن اي باحث صيني طبي يتمتع بمعرفة عميقة بالطب الغربي، سوف يكون له نموذج علمي مختلف تماما عن الباحث الغربي.
ما غرض النموذج العلمي؟
توماس كون، كان أول من استعمل هذا المصطلح للعلم، كلمة باراديم (paradigm) كاكثر الكلمات أتت من الأغريق وتعني (مثال)، مقترحا أن البحث العلمي لن يتقدم بإتجاه الحقائق، وهو خاضع للتعصب ومتمسك بالنظريات القديمة.
توماس كون ذكر أربع طرق عن كيفية تأثير النموذج بشكل غير مباشر على الطريقة العلمية. النموذج يوضح:
– ماذا يُدرس ويُبحث
– نوع الأسئلة التي تُسئل
– التركيب الفعلي وطبيعة الأسئلة
– كيفية تحليل وتفسير النتائج لأي بحث
اعتقد كون أن العلم له فترات يقوم بجمع البيانات فيها في النموذج العلمي وحينئذ يحدث التغير حيث يصبح النموذج العملي ناضجا كفاية. النموذج العلمي من الممكن أن يحتوي على بعض الأخطاء، ولكنه في النهاية يصبح غير قابلا للتخطئة، كدوائر بطليموس والنتيجة هي تحول في النموذج.
النموذج الجديد ليس بالضرورة أن يكون أفضل من القديم، ولكنه مختلف عنه. كمثال، فأن أكثر علماء النفس يتأثرون بنموذج فرويد.
ماهو تحول(تغيير) النموذج العلمي العادي: هو عَملية عِلمية بخطوات متتابعة، تُبنى بتأن على بحث سابق. العلوم الثورية، وغالبا ما تعرف بـ “حافات العلوم” تبحث في النموذج العلمي ذاته. اعتقد كون أن النموذج العلمي قد يُحدث قفزة من نموذج حالى الى نموذج تالي، مُكونا ما يدعي بالـ نقلة. واعتقد أن النموذج الجديد لا يمكن بناؤه على أساسات نموذج قديم.
قد يكون أحسن مثال في الفيزياء. فقوانين نيوتن كانت مثل للنموذج، والعلماء عملوا على أساس مبادئ نيوتن لقرون. أكتشاف التركيب الداخلي للذرة بدأ بأيجاد ثغرات في نظرية نيوتن، وتفكير آنشتاين خارج الصندوق، أمور كلها دفعت النموذج العملي للجاذبية الى إتجاه أخر. على أية حال، كون اعترف فيما بعد أن العملية قد تكون أكثر تدريجا. على سبيل المثال، النسبية لم تثبت أن كل عمل نيوتن كان خطأ، ولكنها اضافت الى أعمال نيوتن وتبنتها. وحتى ثورة كوبرنيكوس كانت أكثر تدرجا قبل نقض معتقدات بطليموس بالكامل. وبالرجوع الى مثالنا عن الباحث الصيني، هناك الآن تكامل أفضل بين الفلسفة الطبية الغربية والشرقية، لذا فالنماذج تندمج بين الطرفين.
النموذج العلمي يتعلق بشكل كبير بأراء افلاطون وارسطو في المعرفة. اعتقد ارسطو أن المعرفة ممكن أن تستند الى شيء مُعرف مسبقا، أساس الطريقة العلمية. بينما اعتقد افلاطون أن المعرفة يجب أن تُعرف بما سيؤول اليه الشيء، النتيجة النهائية أو الغرض النهائي. غالبا ما تمثل فلسفة افلاطون الطفرات الذهنية التي شكلت الثورة العلمية.
المصدر: اضغط هنا