في ثَمانینیات القرن الماضي تم إكتشاف الآصرة الكيميائية الاهتزازية وإيضاحها تَجریبیاً. تشمل الكِیمیاء العَدید مِن القوانین مِن بینِها (إنّ سُرعة التفاعُل تزداد بزیادة درجة الحرارة، وهكذا، في عام 1989 في فانكوفر، حيث قام كِیمیائيون بإختبار في مُعجِّل نووي تفاعُل بینَ البروم (Br) والـ میونیوم Muonium (احد نظائر الهيدروجين) مما أذهلَ العُلماء أنهُم لاحظوا في هذا التَفاعُل أنَ سُرعة التَفاعٌل تَنخفض عند رَفع درجة الحرارة.
أحد المُشارکین في هذهِ التجربة دونالد فليمينك أستاذ في جامعة كولومبيا البريطانية یعتقد: إن إمتزاج البروم-ميونيوم يكوّن مُرکب وسطي يترابط بواسطة آصرة “اهتزازية” (حسب ما كان يتصور الكيميائيون نظرياً في ذلك العقد من الزمان) وَحسب هذا التصور إنَّ الطول الموجي لذرة الميونيوم ينتقل بسرعة بين ذرتيّ البروم الثقیلتین، کما یقول فلیمنك “ككُرة لُعبة المنضدة تتأرجح بين كُرتيّ بولنغ”. إنَّ هذهِ الذرة المتأرجحة ستمسك بذرتي البروم معاً لفترة قصيرة، فتسبب بإختزال الطاقة وتبطئ سُرعة التفاعل. (بالنظر الى تجربة فليمنك في هذهِ الآصرة بإمكانك القول أن هذا التفاعل الكيميائي مُهتز ولیس مخفوق) “مزحة”.
في وقت اجراء التجربة، لم تتَوفر المُسلتزمات المُختبرية الضرورية لقياس التفاعُلات السريعة التي تجري في مدى (ملي-ثانية) وهو الحد الأقرب لرصد وتمييز وجود الآواصر الأهتزازية او لا وجودها. مهما كانت قُدرة الكيميائيين خلال الـ25 سنة الماضية على تعقّب التغيرات الطفيفة في مستويات الطاقة خلال التفاعلات فقد تحسنت هذه القُدرات في الوقت الحالي، لذلك قام فليمينك وزملاؤه على إعادة إجراء هذهِ التفاعلات مُجدداً قبل 3 سنوات، المُعجل النووي الواقع في مختبر رذرفورد آبلتون-انجلترا، وإعتماداً علی الحسابات المُستحصلة من التجارب العَملیة، والعمل النظري المُشترك بين (الجامعة الحرة-برلين، وجامعة سايتاما-اليابان)، إستنتجوا أن الموينيوم والبروم يُکونان بالفعل نوع جديد من الآواصر مؤقتة ذو الطبيعة الأهتزازية، يُخفّض الطاقة الكُلیّة للمركب الوسطي ميونيوم-بروم، وبالتالي إتضح لماذا يتباطأ التفاعل مع ارتفاع درجة الحرارة. نشر الفريق البحثي النتائج في دورية تَصُدر عن المَجمَع العِلمي الألماني Angewandte Chemie International Edition. يؤكد البَحث أن هذا النوع من الأواصر الإهتزازية – اذا صح التعبير- يجب أن تُضاف الی الأواصر المعروفة، وبالرغم من أن تفاعل البورم-ميونيوم هو تفاعل “مثالي” للتَثَبت من التآصر الإهتزازي ألا أن فليمينك يتوقع أن هذهِ الظاهرة تحدث في تَفاعلات أخرى بينَ الذرات الخفیفة والثَقیلة
المصدر: هنا