الرئيسية / كيمياء / هل وجد علماءُ الفلكِ الأصلَ الكيميائيَّ للحياة؟

هل وجد علماءُ الفلكِ الأصلَ الكيميائيَّ للحياة؟

في مدينة لونغ بيتش (LONG BEACH) بولاية كاليفورنيا؛ وجد بعضُ علماءِ الفلكِ تتبعاتٍ تجريبيّةٍ لأصل الحياة الكيميائي؛ في وحداتٍ بنائيةٍ لحياةٍ تكونت على نَجمٍ يبعد عن الأرض حوالي ألف سنة ضوئية (وحدة مسافة).

لا يزال هذا الدليل – جزيء الهيدروكسيل أمين – الذی يتكون من جزيئات (الهيدروجين والأكسجين والنيتروجين) يحتاج إلى تأكيد. ولكن إذا تم التأكد؛ فإن هذا يَعني أن العلماء قد عثروا على أصلٍ كيميائيٍ من المحتمل أن يكون قد شكّل حياةٍ في عوالم أخرى، وقد يكون قد لعب دوراً في «أصل الحياة» في كوكبنا الأم قبل 3,6 مليار سنة.

أُعلِن عن هذا الاكتشاف في التاسع من يناير الماضي؛ في اللقاء السنوي الـ221 للجمعية الفلكية الأمريكية.

وتقول ستيفاني مايلام (Stefanie Milam)؛ الفلكية بمركز غودارد للطيران الفضائي بوكالة ناسا في غرينبيلت (Greenbelt) في ولاية ماريلاند، والتي لم تشارك في الدراسة: «إن هذا مثير جدًا، وإذا تم التحقق من هذه الدراسة؛ فستكون أول تحرٍّ عن هذه الجزئية الجديدة التي ستعطينا الأمل في معرفة الكثير عن كيمياء ما قبل الحياة في تلك المنطقة تحديداً».

ويقول أنتوني ريميجان (Anthony Remijan)؛ الفلكيّ بالمرصد الوطني الفضائي الراديوي بمدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا، والذي قاد الجُهدَ البحثي: «يعتقد بعض علماء الفلك أن مكونات الحياة قد تَشكلت في غيومٍ بَيْنَجْمِيّة ملئية بالبَرَد والغاز والغبار والبلازما. وتكوَّنت المذنبات والكويكبات والنيازك في مثل هذه الغيوم التي تحتوي على مثل هذه المواد الكيميائية. حيث تُقصَف الكواكب باستمرار بواسطة هذه الكويكبات والنيازك والمذنبات التي ربما تكون قد نقلت هذه الكيميائيات إلى الأرض أو عوالم أخرى أثناء سقوطها».

إذًا فبينما تشكلت الحياة في فوهات هيدروحرارية على سطح الأرض – وهي النظرية التي يؤيدها كثيرٌ من العُلماء -؛ إلا أن الجزيئات التى تحوّلت بالنهاية إلى الشكل الأول للحياة  قد انتقلت إلينا من «مكان ما»، وهذا المكان قد يكون الفضاء.

ولفحص هذه النظرية؛ بحث العلماء عن البصمة الكيميائية في العينات والمركبات العضوية التي تكونت في السُحُب البَيْنَجْميّة. فهذه المركبات ليست حيوية ولا ذات أصل كاربوني، لكن لديها القدرة على أن تتفاعل مع جزيئاتٍ أخرى لتكوين بعض وحدات البناء الأساسية للحياة, كالأحماض الأمينية أو النيوكليوتيدات التي تُكوّن الحمض النووي. وكما يوضّح الدكتور بريت ماكغوري (Brett McGuire)؛ مرشح الدكتوراه في الكيمياء والهندسة الكيميائية بالمعهد التكنولوجي في كاليفورنيا: «في الوقت الحالي؛ وَجدَ العُلماء أنواعاً متعددةً ومختلفةً من جزيئات ما قبل الحياة في الفضاء».

ففي بحثهم الشاق عن هذه الجزيئات؛ فحص (ريجيمان) وزملاؤه منطقةً ذات طبيعةٍ نجمية تُدعى (L1157-B1) مستخدمين النظام الفضائي المُركَّب للبحث على النطاق المليمتري (CARMA).

لقد وجدوا إشارةً ضعيفةً جداً لـ(هيدروكسيل أمين)، وهو ما جعل الأمرَ يبدو منطقيًا. فعلى هذا الكوكب (L1157-B1)؛ توجد شعلة تضرب الغاز بشكلٍ عنيفٍ في وسط البَيْنَجْمي، إن صدمةً من هذا الغاز يمكن أن تكون قوّةً فعّالةً لتحريك مثل هذه التفاعلات الكيميائية في أعماقٍ شديدةِ البُرودة بالسُحُب البينجمية. وتكون النتيجة: الهيدروكسيل أمين، الذي بدورِه قد يتفاعل مع  مركبات أخرى، كحامض الخلّيك، وسَيُنتج أنواعاً من الأحماض الأمينية، والتي من المُحتمل أن تكون قد أُلقِيَت فِي عوالمٍ أُخرى بواسِطة تصادم الأحجار الفضائية من النيازك والكُويكِبات.

ويقول (ماكوغري): «لدينا دليل تمهيدي على هذا الكَشف، إشارةٌ ضعيفةٌ جداً ولكنها تبدو وكأنها بداية في السلسلة». ويضيف قائلًا: «الإشارةُ باهتةٌ جِداً، ولا تؤكد بصورةٍ قاطعةٍ وجودَ الهيدروكسيل أمين، لكن يبدو أنها تنتمي إلى نفس المجموعة التي ينتمي إليها الهيدروكسيل أمين. إن الاكتشاف مثير، لكنه لا يحمل التوقيع القاطع للهيدروكسيل أمين».

ويقول (ميلام): «لكل جزيئة بصمةٌ خاصةٌ بها، وبالأساس نحن نملك بصمةَ الإبهام فقط، وبحاجة إلى بصماتِ بقيّةِ الأصابع للتأكد أنه هو الجزئ المطلوب».

وللتأكد من الاكتشاف؛ سَيُواصل فريقُ (ريميجان) فحص منطقة التكون النجمية للمزيد من الإشارات، للتأكد مما يَرون أنه غيرُ مؤكّد.

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

معدن المسكوفيت يقدمُ دليلاً على الكيفيةِ التي ينقلُ فيها الماء الأملاح

ترجمة : زينب عبد محمد تصميم الصورة: مكي السرحان لقد أظهر العلماء اهتماماً في تتبع …

أكتشف العلماء شكل جديد من الكربون قاس كالصخر لكن يتمدد كالمطاط

ترجمة: مريم فراس تصميم : مكي السرحان من خلال تسخين الكربون الى 1,000 درجة مئوية …