الرئيسية / كيمياء / الأصل البركاني للحياة

الأصل البركاني للحياة

سِرٌ كيميائي؛ هذا هو، ونحن في صدد وصف ما آلت إليه من ظروف على الأرض في مرحلة طفولتها حينما طُبخت عليها البروتينات. شكلّت تلك جزيئات – أساسية للوظائف الحيوية – خيوطاً طويلة من مئات الحوامض الأمينية، إلا أن الباحثين لم تتضح الصورة لهم بعدُ كما يبدو حتى الآن عن تلك الكيفية التي وضعت حتى من بعض السلاسل الصغيرة للحوامض الأمينية سُبقاً من أجل بزوع حياة الكائنات.

 

وكما أظهرت التجارب الأخيرة على أن الغاز المُسمّى بالغاز البركاني – كاربونيل الكبريتيد – قد كان له دور أساسي في فترة ما قبل الحياة، وذلك في عملية مراكمة الببتيدات، ونعلم جميعاً أن هنالك العديد من الآليات التي تؤدي إلى اتصال الحوامض الأمينية.

 

تُستخدم الإنزيمات من قِبل الأحياء، حيث تمكن علماء الكيمياء أخيراً من تشخيص بعض العوامل المُحفزة الأخرى التي يمكنها أن تقوم بهذه الوظيفة. ومع ذلك، أشار ليزلي أورجل (Leslie Orgel) من معهد سالك (Salk) إلى أن عدداً قليلاً من تلك العناصر كان مكوّناً لأرض كوكبنا في مليارات السنين السابقة.

 

يقول (أورجل): «مع كاربونيل الكبريتيد؛ فإننا نمتلك عاملاً ذو درجة عالية من الواقعية». حيث أن هذا الغاز معروف اليوم بأنهُ يُقذف إلى خارج البراكين، وكان على الأرجح أن يتواجد في التاريخ الناري لكوكبنا.

 

قام (أورجل) وزملاؤه بتحضير الببتيدات بإضافة كاربونيل الكبريتيد إلى محلولٍ مائي يحتوي على حوامض أمينية مختلفة، وكانت الظروف في درجة حرارة الغرفة. وتكوّن حوالي ما نسبته 7 من الحوامض الأمينية الثنائية والثلاثية الارتباط. وتزداد حصيلة هذا الببتيد إلى درجة أقصاه 80 حينما يضيف الباحثون أيونات معدنية إلى المحلول.

 

نُشرت هذه النتائج في أكتوبر 2008 كموضوعٍ في مجلة ساينس العلمية، لتضفي نوعاً من المصداقية على تلك النظرية القائلة بنشوء الحياة قرب منفس مائي غاطِس، والتي لازالت هذه المنافِس متواجدة لهذا اليوم، محتوية ذاتياً على نظام بيئي. ولأن كاربونيل الكبريتيد يتحطم بصورة سريعة في المياه السُفلى؛ خمن الباحثون أن تكوّن سلاسل الحوامض الأمنية هي في الغالب كانت فوق الصخور بقرب مصدر كاربونيل الكبريتيد. ولم يعرف ما إذا كانت الحياة قد انتعشت في قاع المحيط عبر الببتيدات أم لا.

 

ومن المثير للاهتمام؛ أن كتل بناء الحوامض الأمينية قد تكون غير متشكلة في هذه التهويات أو المنافِس، ولكن بدلاً من ذلك؛ يمكن أن تكون الأرض مرّت في حالة من الأمطار النيزكية والمذنبية، أي أنها أمطرت بنيازك ومذنبات. وشخَّص علماء الكونيات العديد من الجزيئات العضوية الصغيرة في الفضاء، والتي تفتح باب الاحتمالية على مصراعيه لمصانع الببتيد من أنها بُذرت في أماكن جانبية على الأرض.

 

يقول (أورجل): «أنا أعتقد أنه من المحتمل أن هنالك كواكب اخرى ذات فعالية بركانية وقد يكون لها هذا نفس هذا الترتيب من الكيمياء».

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

معدن المسكوفيت يقدمُ دليلاً على الكيفيةِ التي ينقلُ فيها الماء الأملاح

ترجمة : زينب عبد محمد تصميم الصورة: مكي السرحان لقد أظهر العلماء اهتماماً في تتبع …

أكتشف العلماء شكل جديد من الكربون قاس كالصخر لكن يتمدد كالمطاط

ترجمة: مريم فراس تصميم : مكي السرحان من خلال تسخين الكربون الى 1,000 درجة مئوية …